تدابيرُ الحماية من وباء فيروس كورونا - كوفيد ١٩ | other


نشرت: يوم الجمعة،10-أبريل-2020

تدابيرُ الحماية من وباء فيروس كورونا - كوفيد ١٩

الاسلام يدعو للتفاؤل ودفع اليأس، والإيمان بالله يدفعنا للخشية من الله أكثر من هذه الأوبئة والفيروسات التي انتشرت حول العالم، فلا ينبغي أن يكون خوفنا من الأوبئة واهتمامنا بها طاغياً على خوفنا من الله الذي خلق الأسباب والأمراض وهو مسببها.

لذا أخي القارئ الكريم أودّ في هذه السطور أن أخبرك أنه علينا الأخذ بالأسباب فيما نواجه من أخطار أو نتعرض إليه وإليك بعض التدابير الوقائية التي تتعلق بفيروس كورونا، وأنت تعلم أنه قد انتشر اليوم بين الناس وبسببه انتشر الذعر والخوف والقلق..

إن فيروس كورونا حسب تقرير منظَّمة الصحة العالمية اليونيسيف يسبِّب مرض في الجهاز التنفُّسي والالتهاب الرئوي الشديد، وقد بدأ ظهوره من الصين ثم انتشر في أكثر دول العالم في غضون شهرين، وعدد المصابين بالفيروس تجاوزوا مئات الآلاف، ويرتفع عدد الوفيات بسببه يوماً فيوم، وقد تجاوز عدد الذين لقوا حَتفهم في العالم حتى كتابة هذه الكلمات أكثر من 35 ألف حالة وفاة..

لذلك نسأل الله تعالى أن يحفظَنا وإياكم من هذا الوباء الخطير، وقد ذكر الأطباء والباحثون الإجراءات الاحترازية وأكَّدت عليها منظمةُ اليونيسيف وخبراء الدراسات الطبية وبيّنوا أهم الطرق في التصدّي لفيروس كورونا كوفيد ١٩ ، وأهم شيء في ذلك علينا أن نعلم أن هذا الفيروس يدخل عن طريق العين أو الفم أو الأنف ثم يتغلغل داخل جسم الإنسان، ولذلك من الأفضل أن نتَّخذ التدابيرَ الوقائية منه مسبقًا، وأهم الأمور لمكافحة هذا العَدوى ودفعها أنه:
1. يجب تجنُّب لَمس الوَجوه، لأن الأيدي تتلوَّث بالفيروسات عن طريق لَمس السَّطح المصاب به، ثم تُنقِلُه إلى العين والأنف أو الفم، ويمكن أن يدخلَ فيروس كورونا إلى الجسم عن هذه المنافذ فيُصاب الإنسان بهذا المرض.
2. عند الخروج من البيت يستحسن حمل زجاجةَ ماءٍ مَغلِي، والشرب منه جُرعة أو جرعتين بين كل فتْرَة وأُخرى؛ فالأطباء يقولون إن الفيروس قد يَعلَق في الحلق لبعض الوقت قبل دخوله إلى الرئة، وبشُرب الماء يدخلُ إلى جهاز الهضم، وأحماضُ المعدة صالحة لمقاومته وقتله.
3. يلزم غَسل الأيدي بالصابون جيداً خصوصاً إذا كنت خارج البيت أو تتعرض للمس أسطحٍ وأمكنةٍ عامّة، ومع الأسف قد لا نعرف الطريقة الصحيحة لغسل اليدين، فالكثير يضع يديه تحت الماء ويُخرجُها بعد ثوانٍ ويكتفي بهذا الغسل، لكن الأطباءُ ينْصَحون أن تُغسلُ الأيدي من 25 إلى 30 ثانية على الأقل، وطريقةُ غسلها: أن تُبلِّلَ اليدين بالماء النظيف وتَفرُكُهما برَغوة الصابون، فتُفرَك ظهر إحدى اليدين بالأخرى ويتم تنظيف ما بين الأصابع وتَفرُك راحتهما بالأصابع، ثم يَتمّ شَطفهما بماء نظيفٍ ثلاثين ثانية تقريباً، وستُقتل الجراثيمُ إن شاء الله تعالى وتذهب مع ماء الغسْل، لذلك نرجو الاهتمامَ بالتنظيف والنظافة بشكل خاص كما علَّمنا الإسلامُ أن النظافةَ نصفُ الإيمان.
4. على من يؤدّي الصلاةَ أن يتوضأ لكل صلاة وضوءً جديدًا فالوضوء على الوضوء نور على نور، وأما من لم يصلي بعد فليبدأ بالصلاةَ ويتوضأ خمسَ مرات في اليوم، وهذه من أفضلِ طرق الحماية من الفيروسات والأمراض.
أكَّد الباحثون أن الحلَّ الأسلم للوقاية من فيروس كورونا هو تعزيزُ جهاز المناعة لرفع كَفاءة الجسم وقُدراته على محاربة الجراثيم، فكلما كان الجهاز المناعي ضعيفًا كان الجسم أكثرَ عُرضةٍ لفيروس كورونا المستجد، والجهازُ المناعي يقوَّى بالتغذية الجيدة، ومنها أكلُ البيض إن أمكن، وشُرب الحليب وأكلِ الحمضيات والأطعمة التي تكون غَنيةٌ بفيتامين ج.
6. الأطفالُ والمسنُّون بحاجة إلى تحسين نوعية الأغذية أكثر من الآخرين، والوَجَبات السريعةُ تؤثِّر سلبًا على جهاز المَناعة وتسبِّبُ أضرارًا بالغة عليها، والأمر الآخر أنك لو اضُّطررتَ لتناول الطعام والشراب في المطاعم العامة والمقاهي، فهناك يُستخدم الإناءُ الواحد لمراتٍ عديدة، وكذلك الكأس الواحدة تُستخدم مرارًا، لذا عليك محاولة تجنَّب مثل هذه الأواني التي تُستَخْدَم بتكرار من الآخرين بكثرة، والأفضل أن تغسِلَها أنتَ بنفسك بماءٍ ساخنٍ لو استطعت؛ لأن الماءَ الساخنَ يَقتُل الجراثيم.
7. النومُ المنتظم يُساعد على تقوية جهاز المناعة، والتعبُ والإرهاقُ وقلَّة الراحةِ يؤدي إلى تَثبيط الجهاز، وكلما كنتَ مُرتاحًا يقدِرُ جسمُك على المدافعة والمقاومة أكثر، فلو أُصيب أحدٌ بفيروسُ كورونا لا سمح الله لا يعني أنه سيموت حتمًا، وفي الحقيقة أن الإنسانَ لا يموت إلا بأجلِه، مع أن الدراسات الطبية تؤكد أن مُعدَّلَ الوفاة بسبب فيروس كورونا لا يتجاوزُ 3 بالمئة، أي لا يموتُ المصابون به إلا ثلاثةُ أشخاص من كل مئة بل أقل من ذلك، وأكثر الذين يؤدي بهم فيروسُ كورنا إلى الموت؛ هم المسنُّون أو المصابون بحالاتٍ طبيةٍ أخرى، وعلى الرغم من ذلك يجب اتخاذُ الإجراءات الوقاية لذلك.
8. عند العَطس يغطِّي المصابُ أنفَه بالمنديل الناعِم، وبعد الاستخدام فورًا يُلقيه في سلَّة القُمامة، ولا يُستخدمِ المنديلَ الورقيَّ ولا اليدويَّ الواحدَ طيلةَ النهار، وإن لم يوجد منديل يُغطِّى الأنفَ بالمرفق، وعلى الأطفالَ أن لا يُغَطوا أنوفهم بالأيدي؛ فقد يوُجِد الفيْروس بأيديهم فينتقِلُ إلى كلِّ ما يلمِسه من الوجه فيتعرض للإصابة، ولذا فإنه يُغَطَّى الأنفُ بِثَني المرفق؛ لأن القماشَ يجذِبَ العطَس ونحوه، وهو أقلُّ ضررًا مقارنةً باليد، ولا تقترب من العاطس وابتعد عنه بلطْفٍ دون أن تجرح شعوره فمراعاة الخواطر أيضاً مهمة.
9. ومن المراعاة لشعور الناس وأحوالهم أنك لو كنتَ مصابًا بالرَّشح والزُّكام والسُّعال ارتَدِ قِناعًا لحماية نفسِك والآخرين أيضًا، كي لا تتناثرُ القُطيرات الصغيرةُ من وجه المصاب به إلى الآخرين، ولا داعي لعامة الناس أن يرتدوا الأقنعة، وقد أكَّد الأطباءُ أن في حال عدم ظهور أعراض الإصابة فلا حاجة أن يضعَ أحدٌ القِناعَ على الوجه.

اسْتَخْدِم مُطهِّر الأيدي ويمكنُ أن تحصلَ عليه من الصيدليات في زجاجات صغيرة لشركات كثيرة، فتحْتفظ بعلبة في البيت، وإن كنت تسكن في غرفة مَبيت الجامعة فاحْتَفِظوا بواحدة للجميع، وكذا لو كنتَ مع زملاء العمل، ويمكن أن تعقِّموا أيديكم عند الدخول إلى البيت وعند الخروج منه، أو تعقّمها بعد مصافحة الآخرين ولا بأس بالابتعاد عن المصافحة أخذاً بالأسباب في زمن انتشار هذا الوباء، وأما طريقةُ استخدام المطهِّر فهي سهلةٌ جِدًّا، بحيث تضَع قطرةً أو قطرتين على اليد ثم تفرِك يديك به جيدًا حتى يجفَّ، فهو يتبخَّرُ في مدة ضئيلة جِدًّا، فتُقتَلُ به الجراثيمُ بكل أنواعها إن شاء الله تعالى، ولا داعي للإفراط في استخدامه حتى لا يقتل البكتريا النافعة التي تكون على الجلد، ولا بد أن نعلم ما هو دورنا الحقيقي في ظل هذه الأوبئة والكوارث فكما يُحْسِن الآخرون دورهم، علينا أن نعرف دورنا فنحسنُ في دورِنا وكلٌ على حسبه، الطبيب يبحث ويعالج ويداوي، والتاجر يُساعد ويخدِم، والداعية والعالم يدعو الناس للتفاؤل وتقوية الإيمان، وهكذا ومن دورنا أن ننتبه أنه:
1- لا للإشاعات ولا لترويج الأخبار المضللة.
2- لا بد من التوكل على الله واليقين بحكمته وتدبيره ونعلم أنه لا يخرج شيء عن دائرة ملكه.
3- لا بد من الأخذ بالأسباب الوقائية التي نشرتها وزارات الصحة والدراسات الطبية.
4- لابد من الالتزام بالقوانين التي تُقرَّر في كل بلد وعدم الخروج عمّا يقرره المسؤولون في البلد الذي نقيم به أياً كان.
5- لابد من مراجعة المستشفيات والمختصين عند ظهور أي أعراض غريبة في الجسم أو غير معتادة.
6ـ لابد أن نعلم أن وجود الفيروس في الجسم ليس خطراً في حدّ ذاته كما يقول الأطباء؛ بل الخطر هو في سرعة انتشاره التي قد تسبب عبئاً على الأطباء والمستشفيات في كل بلد ولذلك أخذت الدول التدابير كي لا يتفاقم الأمر فيخرج عن السيطرة كما حصل في بعض المناطق، ونسبة الشفاء عالية؛ لكن عند تأخر العلاج والمتابعة قد يتعرض المصاب لمكروه.

أخيراً أخي القارئ الحبيب يُسعدنا دائماً أن تكون بصحة جيدة، وجميل أن ننقل لك ما أوصى به الداعية الكبير محمد إلياس القادري حيث وجّه حفظه الله تعالى رسالةً للعالم حول فيروس كورونا قائلًا: إن فيروس كورونا اجتاح العالم كلَّه، وهو وباء جديد كما علمتُ، وقد روى ابنُ ماجه في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه أن الرسول صلَّى اللهُ تَعالى عَليه وآله وسلَّمَ قال:

َمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِم الَّذِينَ مَضَوْا.

فهو عُقوبة إلهية جزاء على ما ارتكبنا في حق الله، نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويُصرفَه عنا، وهو عذابٌ على غير المسلمين وتخويف في آياته للناس جميعاً كي يعرفوا عظمة الله ويتعرفوا إلى هذا الخالق العظيم.

فعلينا كمسلمين بالتوبة والرجوع إلى الله والمحافظة على الواجبات والسنن والأوراد والوظائف للحماية من فيروس كورونا، والتحصُّن بذكر الله والدعاء ومن تلك الأدعية أن نقول: "اللهم عافِني في بَدَني، اللهم عافِني في سَمْعي، اللهم عافِني في بَصَري، لا إله إلا أنت. ومنها أيضاً:

ما نبّه إليه رسول الله ﷺ: من قال حين يصبح وحين يمسي:

مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قالَ: أَعُوذُ بكَلِماتِ اللهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شيءٌ، حتّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلِهِ ذلكَ.
(أخرجه مسلم: 2709)

نسأل اللهَ تعالى أن يرزُقَنا وإياكم الصحة والعافية ويحفظنا من الآفات والمصائب والأوبئة والفيروسات،
فالله رحيم كريم، يحميكم ويحمينا منه إن شاء الله تعالى، والوقايةُ خير من العلاج.

تعليقات



رمز الحماية