مدونات مختارة
الأكثر شهرة
الحِبّ ابن الحِبّ | أم حيان العطارية
هو الصحابي سيدنا أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما، أمّه أمّ أيمن رضي الله تعالى عنها وأبوه سيدنا زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه الذي تربّى في بيت النبوة، كان يسمّى بـ"حِبّ رسول الله ﷺ"، فقد كان يحبّه حبًّا شديدا
ولد رضي الله تعالى عنه بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية بسبع سنين، وهاجر مع رسول الله ﷺ إلى المدينة، وتربّى في ظلّ الإسلام، وهاجر مع رسول الله ﷺ إلى المدينة، ونشأ سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه في حضن الإسلام، وكان ملازمًا للنبي ﷺ والنبي ﷺ يحبّه جدًّا
فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه:
أنه (النبي ﷺ) كان يأخذ أسامة والحسن رضي الله تعالى عنهما، فيقول: اللهم أحبّهما، فإنّي أحبّهما
تربّى سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه تربية إسلامية ضمن أسرة مؤمنة مجاهدة فنشأ قائدًا فارسًا فذًّا، ربّاه النبي ﷺ على أن يكون قائدًا اكتشف النبي ﷺ في شخصيته هذه القيادة، وهكذا كان النبي ﷺ يركّز على معشر الشباب ويشجّعهم وينظر إلى طاقاتهم، وينمّيها ولا يهمل الإيجابيات فيهم، فتربّى على حبّ الجهاد والدفاع عن الإسلام، لهذا رسول الله ﷺ ولاّه إمارة الجيش وقد كان في الجيش كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار، كان قائداً وعمره 18 سنة، وتوفّي النبي ﷺ أثناء تجهيز الجيش، فعندما تولّى سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الخلافة أقرّ سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه على القيادة لهذا الجيش ونفّذ أمر رسول الله ﷺ، غزا حِبُّ رسول الله ﷺ الروم وانتصر.
فواعجباه شابّ في هذا السنّ يقود جيشًا ويقاتل الروم وينتصر، إن العجب لا ينتهي وكيف لا؟ فقد تعجّب بعض الصحابة رضي الله عنهم فطلبوا من الرسول ﷺ أن يولّي من هو أكبر منه سنًّا، فغضب النبي ﷺ وخطب وقال:
ما بال أقوام يقدحون في أن ولّيتُ أسامة على الجيش وأيم الله! إنه للإمارة لخليق، وإنه لمن أحبّ الناس إليّ، فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم
ولذلك سمّي بعد ذلك بـ"حبّ النبي ﷺ" وفي هذه الصورة المشرقة ما يدلّ على أن النبي ﷺ يبني الثقة في أنفس الشباب ويجعلهم يترفعون عن سفاسف الأمور وينظرون للقمة..
فعلى صغر سنّه كان قائداً لجيش المسلمين في غزو الروم التي كانت قوة عظيمة في ذلك الوقت، وظهرت مواهبه في قيادة الجيش فهو جدير بهذه المهمة وقد كان منفذًا دقيقًا لأوامر رسول الله ﷺ فلما غزا الروم التزم في تنفيذ تعليمات النبي ﷺ، كان سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه خليقًا بالولاية وأهلاً لها، نجح في مهمته العظيمة، فكان رمزًا للشاب المسلم الذي يحمل هم الدين ولا يركض وراء شهوات الدنيا، قد وضع الآخرة نصب عينيه وعرف مهمته في هذه الدنيا فالتفت إلى الآخرة ورضا الله عز وجل..
ومن المواقف التى وجد بها الحبيب ﷺ على سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة، وكان يظنّ أنه قالها خوفًا من القتل، فبلغ ذلك النبي ﷺ فغضب غضباً شديداً وقال له:
أَقال: لا إلهَ إلا الله وقتلته؟ قال: قلتُ: يا رسول الله ﷺ! إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققتَ عنْ قلبهِ حتى تعلمَ أَقَالها أم لا؟ فما زال يكرّرها عليّ حتى تمنّيتُ أنّي أسلمتُ يومئذٍ
من هذا الموقف يتبيّن لنا عظمة الإسلام فرسول الله ﷺ كان يحبّه وغضب من أجل قتله لشخص قال: لا إله إلا الله عندما رأى نفسه مقتولا، فقد يكون قد أسلم خوفاً من السيف ومع ذلك فإن النبي ﷺ غضب وعاتب سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه على ذلك، والإسلام حرّم القتل بغير سبب أو حدٍّ، فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، وهكذا قضى سيدنا أسامة رضي الله تعالى عنه حياته مع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ولكن في نهاية حياته اعتزل الفتن بعد استشهاد سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه إلى أن توفّي بالمدينة أو بالجُرْفِ في آخر خلافة سيدنا معاوية بن سفيان رضي الله تعالى عنهما
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مركز_فيضان_المدينة
#مؤسسة_مركز_الدعوة_الإسلامية
تعليقات