كن حذرًا في استخدام الأدوية | محمد رفيق العطاري المدني


نشرت: يوم الثلاثاء،30-أبريل-2024

كن حذرًا في استخدام الأدوية

أيها الأحبة! تنتشر الأمراض باستمرار في العالم لأسباب مختلفة، فأحيانًا بسبب تغيير الغذاء، وأحيانًا بسبب تناول أدوية خاطئة، وأحيانًا بسبب الإفراط في تناول الطعام، وفي بعض الأحيان يبدو أن الأمراض تصيبنا بناء على طلبنا؛ لأن طعامنا وشرابنا يحتويان على أشياء تسبّب هذه الأمراض.

يقول فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى:

إذا أنقذت نفسك من البيتزا وخبز البراتا والكباب والسمبوسات والمشروبات والزجاجات الباردة وما إلى ذلك من المواد المضرّة بالصحة، فستنجو من الأمراض الكثيرة إن شاء الله بدون علاج طبي (فيضانِ سنت لفضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري: 1/469 ملتقطاً، (تعريبا من الأردية))

وللتخلّص من الأمراض ينبغي للعبد أن يتناول الدواء كما لا ينسى أن يدعو الله جل وعلا راجيًا تمام الصحة والشفاء، ولكن يجب أن نتذكر أن الحذر ضروري أيضًا في استخدام الأدوية، وفيما يلي بعض الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند استخدام الأدوية:

مراجعة الطبيب لتلقّي العلاج:

ينبغي أن نحاول ألا يقترب منا المرض، فإذا أصبنا به فعلينا أن نراجع الطبيب للعلاج في أسرع وقت، ولا ينبغي أن نعالجه بأنفسنا من خلال قراءة كتاب الطبّ أو أيّ وصفة مذكورة في الأحاديث، بل يجب علينا أن نراجع الطبيب، ولقد أرسل الحبيب المصطفى ﷺ مريضًا إلى الطبيب بعد أن أخبره عن مرضه وعلاجه.

ففي الحديث الشريف عن سيدنا سعد رضي الله تعالى عنه قال:

مرضتُ مرَضًا أتاني رسول الله ﷺ يعودني، فوضع يدَه بين ثَدْيَيَّ حتى وجدت بردَها على فؤادي فقال: إنك رجلٌ مفؤودٌ، ائتِ الحارثَ بن كَلْدَةَ أخا ثقيف فإنه رجلٌ يتطبّب فليأخذ سبعَ تمرات من عجوةِ المدينة فليَجَأْهنّ بنَواهنّ ثم لِيَلُدَّك بهنّ
(سنن أبي داوود: 4/11، (3875))، (قال الخطابي: "المفؤود": هو الذي أصيبب فؤاده كما قالوا لمن أصيب رأسه "مرؤوس". وقوله "فليجأهن بنواهن" يريد ليرضّهن، والوجيئة: حساء يتخذ من التمر والدقيق فيتحساه المريض. وأما قوله: "فليلدك بهن" فإنه من اللدود، وهو ما يسقاه الإنسان في أحد جانبي الفم، وأخذ من اللديدين، وهما جانبا الوادي. (معالم السنن: 4/224، ملخّصًا)).

يقول المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: ينبغي استعمال الأدوية الواردة في الأحاديث الشريفة بعد استشارة طبيب عالم بمزاجنا وطقسنا وفعالية الدواء وأعراض المرض؛ لأن الحبيب المصطفى ﷺ قد وصف الدواء للمريض لكنه أرسله إلى الطبيب ليستخدمه (مرآة المناجيح: 6/41، ملتقطاً، (تعريبا من الأردية)).

استخدام أدوية المضادات الحيوية والألوباثيك:

لا ينبغي استخدام المضادات الحيوية بشكل فوري لأي مرض، بل يتمّ استخدامها باستشارة الطبيب؛ لأنه بدون استشارة الطبيب أو في حالة الاستخدام المفرط قد تُحدث ضررًا، وكذلك يتم استخدام أدوية الألوباثيك لعلاج الأمراض المختلفة، واستخدامها أيضا قد يسبّب ضررًا.

أسباب التفاعلات الدوائية الضارة:

يمكن أن يكون هناك عديد من الأسباب للتأثيرات الضارّة للأدوية، وفيما يلي بعض الأسباب:

(1) أحيانًا بسبب استخدام أكثر من الكمية الموصوفة من الدواء

(2) وأحيانًا بسبب تناول الدواء مع الطعام

(3) وأحيانًا بسبب إعطاء أدوية البالغين للأطفال

(4) وأحيانا تحدث الآثار الضارة بسبب التأثير الكيميائي للأدوية.

من احتياطات استعمال الأدوية:

(1) يجب أن يتم وصف الدواء دائما من الطبيب المختص (الحاصل على الشهادة - أي المتخصّص) ولا بد من اتباع تعليماته.

(2) المعلومات حول الآثار الجانبية يتم معرفتها من قِبل الطبيب.

(3) إذا كان لديك حساسية من أي دواء، فأخبر الطبيب.

(4) إذا شعرت بسوء عند استخدام الدواء أو بعده، فلا تستخدم الدواء مرة أخرى بل راجع الطبيب.

(5) أخبر الطبيب عند استخدام أكثر من دواء.

(6) استخدم الدواء حسب المدة التي وصفها الطبيب فقط، فلا تزيد عليها ولا تنقصها حسب رغبتك.

الأدوية الضارّة للأطفال:

(1) الأدوية المخصصة للبالغين يمكن أن تكون ضارة للأطفال، وعلى سبيل المثال: الأدوية التي تحتوي على الأسبرين يمكن أن تسبب أمراض للكبد أو الدماغ لدى الأطفال

(2) إذا تم إعطاء تتراسيكلين للأطفال دون سن العاشرة، فإنه يسبب اصفرارًا لأسنانهم ولا تنمو عظامهم بشكل صحيح.

ضع هذه الأشياء في الاعتبار عند إعطاء الدواء للأطفال، فهم يحتاجون إلى اهتمام أكثر من البالغين؛ ولأن جرعة الدواء الخاصة بهم مختلفة:

(1) قم دائمًا بإعطاء الدواء للأطفال حسب الجرعة والكمية التي أوصى بها الطبيب.

(2) قم بإعطاء الدواء للأطفال في حضورك، كي لا يتم تناول جرعة زائدة من الدواء.

(3) لا تعط الدواء الحلو أو ذا الألوان الزاهية للأطفال مسميا إياه بـــــِ:حلوى أو عصير، بل أعطه مخبرا إياهم بأنه دواء حتى يعتادوا على استخدامه.

الآثار الضارة للأدوية على الأطفال:

من الممكن أيضًا أن يكون للدواء الذي تستخدمه الأم تأثيرًا على الجنين في بطن أمه أو الطفل الرضيع، ولذلك لا ينبغي للمرأة أن تستخدم أي دواء بمحض إرادتها قبل ولادة الطفل، بل تستخدمه بعد إذن الطبيب، وكذلك يجب على المرأة المرضعة أن تكون حذرة للغاية في استخدام الأدوية؛ لأن العديد من الأدوية يمكن أن تكون ضارة للطفل من خلال انضمامها إلى الحليب، وإذا كان من الضروري استعمال الدواء، فينبغي أن تجعل فاصلا لمدة ساعة على الأقل بين الدواء والإرضاع.

ملاحظة: يجب استخدام كل دواء بناء على نصيحة طبيبك المعالج.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية

تعليقات



رمز الحماية