مركز البحوث والدراسات الإسلامية (المدينة العلمية) | محمد جنيد القادري


نشرت: يوم الجمعة،16-مايو-2025

مركز البحوث والدراسات الإسلامية (المدينة العلمية)

يعتبر مَركز الدَّعوة الإسلاميَّة مؤسسة دعويةٌ عالميَّة، يبذُل قُصارى جهوده في العمل على إصلاح الأمَّة ونشر التَّعاليم الإسلاميَّة الصحيحة بين أوساط المجتمع منذُ تأسيسه إلى يومنا هذا، ولأجل إنجاح هدفه العظيم: "إصلاح الفرد والمجتمع" يعزم على العمل في جميع مجالات الحياة، ولذلك أنشأ حتى الآن أكثر من ثمانين قسمًا رئيسيًا، يشتمل كل قسم منها على عدد من الأقسام الفرعية، وهذا يدل على أن المركز يعمل في العديد من المجالات العلمية والتعليمية والتربوية والإصلاحية والتقنية والاجتماعية، ومن تلك الأقسام قسم للبحوث الإسلامية والذي يُعرَف باسمه:

"المدينة العلمية للبُحوث والدراسات الإسلاميَّة".

 

تم إنشاء هذا القسم عام 1422 هجريا الموافق لعام2001 ميلاديا في مدينة كراتشي بباكستان، ويحتوي الآن على قاعة كبيرة ومكتبةٍ ضخمة تضم مجموعة متنوعة من الكتب والتراث العلمي فيها المئات من العناوين العلمية والفقهية والثقافية والتربوية، يستفيد منها العلماء والدعاة والباحثون والمدرسون والطلاب.

الاهتمام الخاص من مؤسس مركز الدعوة الإسلامية بهذا القسم:

يهتم مؤسس المركز الدَّاعية الإسلامي العارف بالله الشيخ المربي محمد إلياس العطار القادري حفظه اللهُ تعالى بهذا القسم اهتماما خاصًّا، حيث أنه مؤلِّفٌ ممتازٌ ومحقِّقٌ كبيرٌ وأديب بليغ وشاعرٌ رفيع في المديح النبوي الشريف، ومناقب الأولياء والصالحين، كما تتصف مؤلفاتُه بالمنهجية العلمِية، وترتَقي لمرتبة عالية من حيث العلمِ والأدبِ، ففيها درَرٌ ثمينةٌ للباحثين، ولها مسَاهمة كبيرةٌ في جميع ميادين الحياة وتنمية المجتمعات وتحقيق الإنجازات، وقد صدر له حتى الآن 320 ما بين كتاب ورسالة، وبعضُ كتبه طُبعت بكمِّيَّات كبيرة في فترات قصيرة نتيجة لقبولها بين الناس والطلبِ المتزايد عليها، ولذلك فإن الشيخ يهتمُّ بقسم البحوث الإسلاميَّة اهتمامًا بالغًا من خلال تقديمِ الخبرات والتوجيهات.

إنجازات مركز البحوث الإسلامية:

بسبب التركيز الخاص من فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى على هذا القسم ونتيجة للالتزام بمنهجه فقد اتَّسعت أعمالُه بحمد الله تعالى، وكان منها:

- إنشاءُ فرع جديد له في الآونة الأخيرة في مدينة فيصل آباد بباكستان.

- تزايد عدد الموظَّفين الذين يعملون في مجال البُحوث والتَّحقيق والـتَّأليف والتخريج والتَّراجم، حيث وصل طاقمه إلى 138 شخصًا في كلا الفرعين.

- انبثق عن مركز البحوث 30 قسمًا حتى عام 2024 للميلاد.

- تزايد منشوراته من الكتب والأبحاث والمجلات والرسائل، وقاربت الألف، ماعدا مشاريع التأليف التي لا تزال قيد الإنجاز.

- القبول العام بين الأوساط العلمية وعامة الناس، وهو ما يتجلى في بيع ملايين النسخ الورقية من الكتب والرسائل، إضافة لذلك فإن عدد مرات تحميل الكتب الإلكترونية عبر الموقع الرسمي للمركز قد تجاوز حاجز الملايين أيضا.

أهداف علمية لمركز البحوث الإسلامية:

• توفيرُ مِنصَّة البحثِ والتَّأليف والترجمة للعلماءِ والباحثين الموهوبين.

• تسهيل الكتب العربية من خلال شرحها بأسلوب سهل، وإضافة حواشي توضيحية تناسب جميع المستويات.

• نشرُ الكتبِ والقواميس ونحوها التي لا يمكن الاستغناءُ عنها للمؤلَّفين والباحثين والطَّلبة.

• تقديمُ محتوى ديني ومقالاتٍ مَوثوقة إلى الدُّعاة والخطباءِ ومن لديهم شغفٌ بالأعمال الدَّعويَّة ليتمكَّنوا من نشر تعاليم الإسلامِ الصحيحة من خلالِ أقوالهم وجُهودِهم الفردية.

• تأليفُ الكتبِ والمجلات التي من شأنها غرسُ حقيقةِ الإسلام في قلوب جيلِ الشباب وعُقولهم لكي لا يتأثروا بالأيديولوجيات القديمةِ والحديثةِ ولا التيَّارات المعاصرة الزائفة، ولئلا يَصرفَهم أحدٌ عن الصراط السوي والسليم، وليتمكنوا من المحافظة على دينهم وهويتهم الإسلامية.

الأقسام البارزة لمركز البحوث الإسلامية ووحداتُ العمل:

يتضمَّن مركز البحوث ثلاثَ وحدات، وتحت كل وحدةٍ أقسام فرعية عديدة.

الوحدة الأولى: التَّأليفُ والبحثُ العلمي، وتتضمن ثلاثين قسمًا، نذكر بعضا منها:

(1) قسمُ القرآن الكريم:

يعمل على نشر التعاليم القرآنية بطريقة موثوقة ومبسّطة، ومن بين المشاريع التي اكتملت حتى الآن:

1- صراط الجنان في تفسير القرآن (10 مجلدات، باللغة الأردية)

2- معرفةُ القرآن في ترجمة القرآن (6 مجلدات، باللغة الأردية)

3- حاشية أنوار الحرمين على تفسير الجلالين (3 مجلدات، باللغة العربية)

4- تفسير تعليم القرآن (مجلدان، باللغة الأردية)

5- حاشية إفهام القرآن (مجلد، باللغة الأردية)

(2) قسمُ الحديث:

يعمل على موضوعات تتعلق بالحديث وعلوم الحديث، ومن المشاريع التي عمل عليها:

1- شرح مختصر صحيح البخاري (قيد الإنجاز)

2- شرح رياض الصالحين (9 مجلدات، باللغة الأردية)

3- مسند الإمام الأعظم (مجلد، باللغة العربية)

4- شرح معاني الآثار مع حاشيته الجديدة مباني الأبرار (مجلدان، باللغة العربية)

5- الأربعين النووية في الأحاديث النبوية (باللغة العربية)

(3) قسمُ الفقه الإسلامي:

يعمل على نشر الفقه وأحكام الشريعة للناس بطريقة موثوقة وسهلة على المذهبين الحنفي والشافعي.

(4) قسمُ السيرة النبوية:

يعمل على نشر جوانب مهمة من سيرة النبي ﷺ وأيامِه ومناقبه ومغازيه بطريقة مناسبة للعصر.

(5) قسمُ الصحابة وأهل البيت:

يركّز على نشر سيرة ومناقب الصَّحابة وأهلِ بيت رسول الله ﷺ.

(6) قسمُ الصَّحابياتِ والصَّالحات:

يعمل على توفير المواد العلميَّة والإصلاحية للأخوات، ونشر سيرةِ أمهاتِ المؤمنين والصَّحابيات والتَّابعيات والصَّالحاتِ بأسلوب يتوافقُ مع متطلَّبات العصر الحالي.

(7) قسم الأولياء والعلماء والصالحين:

يعمل على إظهار سيرة الأولياء والعلماء والصالحين وقصص حياتهم ليعرفها الناس، وذلك على شكلِ كتبٍ ومجلات.

(8) قسم التَّرجمة:

يهتم بترجمة الكتب الدَّعويَّة ــــ التي تركز على إصلاح الأعمال والتَّرغيب والتَّرهيب ــــ إلى لغاتٍ عالميةٍ حيَّة وفق مقتضيات العصر الحديث.

(9) قسمُ التَّخريجِ والتَّوثيق:

يعتني بتخريج الكتبِ الهامَّة وتوثيقِ نصوصِها ودراستِها حسب معاييرَ بحثيَّةٍ حديثةٍ.

(10) قسمُ الكتبِ الدِّراسية والمقرَّرات

يعمل على تسهيل الكتبِ الدِّراسية وحلّ المعضلاتِ والمتون الصعبةِ والمعقَّدة وإظهار الكنوزِ والدقائق وكشف الغوامض على شكل شروح وتعليقات وحواشٍ مفيدة.

(10) قسمُ كتبِ الدَّعوة والإصلاحِ والتربية

يقوم على دعوة الناس إلى الأعمال الصالحة وتزكية النفس والتربية بتقديم مُؤلَّفات ورسائلَ نافعة.

(12) قسمُ الرسالة الأسبوعية

يَهتمُّ بإعداد الكُتَيبات والرسائل الأسبوعيةِ القصيرةِ التي تتحدث عن مواضيع متنوعة، ومفيدة لعامة الناس.

(13) قسمُ المحاضرات والخُطَب:

يعمل على تزويد الدُّعاة والخطباء بمحاضراتٍ وخطب مكتوبة وموثوقة تتماشى مع الواقع والعصْر، إضافة لتدريب الخطباء وتطوير مهاراتهم ليستفيد الناس منهم، وقد أصدر القسم أكثر من سبع مئة خطبة ومحاضرة حتى الآن.

(14) قسمُ الاعتناءِ بمُؤلَّفات الإمام أحمد رضا خان الحنفي:

يعمل على نشر مؤلفات الإمام أحمد رضا رحمه الله تعالى للقُرَّاء وطباعتها وترجمتها وتحقيقها، بشكل تمكّن الباحث والقارئ من الاستفادة منها، ومن المشاريع التي أنجزها: كتاب "جدُّ الممتار على رد المحتار" في سبع مجلدات.

(15) قسمُ الاعتناءِ بمُؤلَّفات الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى:

يهتم بعرض مؤلفات مؤسس المركز الشيخ محمد إلياس عطار القادري حفظه الله وكشف دورِه ومنهجِه الإصلاحي والتربوي للناس ليتمكنوا من الاستفادة من شخصيته وأعماله.

(16) قسم المجلة الشَّهرية

يعتني بإعداد مجلة: "فيضان مدينة" الشهرية لنشر أبحاث علمية ومثيرة للاهتمام في العلوم الإسلاميَّة والاقتصادِ والتجارةِ والتاريخ والأدبِ الإسلامي والقضايا الفقهية المعاصرة، وتَصدُر المجلة باللغة الأردية والهندية والغوجاراتية والإنجليزية والعربية وتم نشرُ 99 عددًا للمجلة الأردية و16 عددًا للمجلة العربية حتى الآن.

(17) قسمُ المحتويات الإدارية:

ويهدف لتقديم الكتابات والمحتويات التي تساعد مسؤولي المَركز والأعضاء والموظفين في تطوير أعمالهم الدعوية وطريقةِ التَّعامل مع الناس وحل مشاكلهم.

(18) قسمُ أخبارِ المركز ونشاطاته الدعوية:

يقدّم المعلومات والإخبار عن إنجازات المركز وأنشطته العلميَّة والدَّعويَّة في جميعِ أنحاء العالم من خلال موقعه على الإنترنت.

(19) قسمُ الأطفال:

يعمل على إعداد القصص والمحتويات التربوية بأسلوب مميز ومتقن لتعزيز الوعي الديني وغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال.

(20) قسمُ الكُتيبات والرسائل للمَركز:

يقوم بتحويل خطب رئيسِ مجلس الشورى الشيخ عمران العطاري إلى كتب ورسائل، مع التخريج والإضافة بما يتناسب مع الأسلوب الكتابي.

الوحدةُ الثانية: الدعمُ الفني والمساعدةُ التشغيلية، وتتضمن ثلاثة أقسام.

(1) قسمُ المكتبة (library):

يتولى هذا القسم حفظ وتسجيل آلاف الكتب والمخطوطات القيمة بمكتبة مركز البحوث الإسلامية، ويسعى لاقتناء كتب جديدة وقديمة من مختلف أنحاء العالم، وتضم المكتبة حاليا 15000كتاباً من دور نشر وطنية ودولية، ويتم شهريًا طلب إصدارات جديدة من الدول العربية حسب الحاجة.

(2) قسمُ التَّصميم:

يهتمُّ بتصميم غلاف الكتب والإخراجِ الفني للنشرِ والطباعة بشكل جذّاب.

(3) قسمُ التواصل مع المؤلفين والباحثين:

يتولى مهمة توزيع إصدارات مركز البحوث الإسلامية على المؤلِّفين والباحثين البارزين، إضافة إلى أخذِ انطباعاتهم حولها.

الوحدة الثالثة: الأمورُ الإدارية، وتتضمَّن أربعة أقسام.

(1) قسمُ الكتابة والمسحِ الضوئي:

يُعنى بتحويل الفيديوهات والأصوات إلى نصوص مكتوبة وتنضيدها، إضافة لكتابة الاقتباسات المختارة من الكتب.

(2) قسمُ صيانة الحاسبات والأجهزة المكتبية:

ويتولى هذا القسم صيانة الحواسيب، والشبكات، والأجهزة المكتبية وملحقاتها مثل الطابعات وأجهزة المسح الضوئي.

(3) قسم إدارةِ الموظفين:

يعتني بتنظيف المكاتبِ والقاعات وتوفير المرافق الأساسية.

(4) قسمُ إدارةِ الأداء الوظيفي:

يُتابع ويُوثِّق أداء الموظفين يوميًا وشهريًا وسنويًا في السجلات.

إعداد الأبحاث والتأليف في مركز البحوث الإسلامية:

تمر عملية إعداد الأبحاث والتأليف بخمس مراحل رئيسية:

1- مرحلة البحث والتحقيق:

تتضمن التخطيط، والتحقق من العنوان، وإعداد خطة البحث، وجمع المواد من مصادر موثوقة كالكتب الإلكترونية والمخطوطات القديمة.

2- مرحلة الكتابة والتأليف:

تشمل تقسيم المحتوى بشكل منطقي وعلمي إلى أبواب وفصول ونحوها، وإضافة الآيات والأحاديث مع التفسير والشرح وذكر سبب الاستشهاد، وتحسين النصوص من خلال الصياغة والحذف والإضافة.

3- مرحلة التوثيق والتسهيل:

تتضمن عزو الآيات وتخريج الأحاديث، وتوثيق المصادر، وشرح المصطلحات والكلمات الغامضة، وإبراز الأحكام الفقهية ونقاط الفصاحة والبلاغة.

4- مرحلة المراجعة:

تركز على التأكد من سلامة اللغة والأسلوب، وتوافق المحتوى مع سياسة المركز، وضمان خلوه من الأخطاء.

5- المرحلة النهائية:

تشمل تدقيق الفهارس والمراجع، والإخراج الفني للكتاب، وتصميمه بشكل نهائي.

المشاريع المستقبلية لمركز البحوث الإسلامية:

إطلاق دورات تدريبية:

يهدف المركز إلى تقديم دورات متخصصة في البحث العلمي والتأليف وفق منهج علمي حديث يلبي احتياجات العلماء والطلاب الراغبين في تعلم هذا الفن.

تعزيز التواصل:

يسعى المركز لتقوية الصلات مع المؤلفين والباحثين ودور النشر الدولية للاستفادة من خبراتهم والمشاركة في الأعمال العلمية.

إقامة مسابقات في البحث والتأليف:

يرغب المركز بإقامة مسابقات على المستويين الوطني والدولي لفتح مساحة جديدة للإبداع، وإتاحة الفرصة للمبتدئين لإظهار أعمالهم، وتحفيز الناضجين على تطوير منشوراتهم.

تحسين جودة المحتوى ونشره عالميًا:

يخطط المركز لنشر إصداراته عالميًا بين الشخصيات المؤثرة والمؤسسات الكبرى للحصول على ملاحظاتهم واقتراحاتهم لتحسين المحتوى ونشر مزايا الكتب عبر وسائل الإعلام المختلفة.

إطلاق خدمة مراقبة الجودة:

يعتزم المركز إنشاء قسم خاص لمتابعة جودة الكتب المنشورة عالميًا والكشف عن الكتب غير الموثوقة لتوعية المجتمع علميًا.

أسأل الله تعالى التوفيقَ والمزيد من التقدُّم والنَّجاح لهذا المركز المبارك، وأن يجعله منارةً لنشر العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم، آمين، بجاه خاتم النبيين ﷺ.

تعليقات



رمز الحماية