عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

﴿مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾[النساء: 75]، وفائدة النعت([1]) تخصيص المنعوت إن كانا نكرتين نحو: ½جاءني رجل عالم¼، وتوضيحه إن كانا معرفتين نحو: ½جاءني زيد الفاضل¼، وقد يكون لِمجرّد الثناء([2]) والمدح نحو: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وقد يكون للذمّ نحو: ½أعوذ بالله من الشيطان الرجيم¼، وقد يكون للتأكيد([3])نحو: ﴿نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾[الحاقة:13]،..............................................

 



([1]) قوله: [فائدة النعت] سواء كانت النعت من القسم الأوّل أو الثانِي تفيد التخصيص فِي المنعوت إن كان المنعوت نكرة، والتخصيص عند النحاة عبارة عن تقليل الشيوع فِي الإبهام الحاصل فِي المنكّرات نحو: ½رجل عالِم¼ فإنّ قولك: ½رجل¼ كان بحسب الوضع محتملاً لكلّ فرد من أفراد الرجل، فإذا وصف بـ½عالِم¼ زالت الشيوع وتخصّص بفرد من الأفراد الْمتّصفة بالعلم، وقوله: ½توضيحه¼ أي: توضيح المنعوت... إلخ، والتوضيح عبارة عن رفع الاحتمال الحاصل فِي المعارف نحو: ½زيد الفاضل¼ فإنّ قولك: ½زيد¼ يحتمل الفاضل وغيره فلَمّا وصف بـ½الفاضل¼ رفع احتمال الغير، "غ".

([2]) قوله: [لِمجرّد الثناء] أي: لِمحض الثناء والمدح من غير تخصيص وتوضيح، وذلك إذا كان الموصوف معلوماً عند المخاطب بذلك الوصف قبل ذكره، فإن لَم يكن معلوماً عنده بذلك الوصف قبل الذكر لَم يكن النعت لِمحض الثناء والمدح بل للثناء والتوضيح.

([3]) قوله: [للتأكيد] يكون النعت للتأكيد إذا دلّ على معنى يدلّ عليه المنعوت نحو: ½نفخة واحدة¼ فإنّ قوله: ½واحدة¼ نعت مؤكّد؛ لأنه يدلّ على معنى هو مدلول الموصوف؛ لأنّ التاء فِي ½نفخة¼ للوحدة فيدلّ على الواحد، وقد يكون النعت لكشف الماهيّة نحو: ½الجسم الطويل العريض العميق¼ ويسمّى بـ½النعت الكاشف¼، والفرق بين النعت المؤكّد والنعت الكاشف أنّ الأوّل يؤكّد بعض مفهوم المنعوت نحو: ½عذاب شديد¼ و½بدر رفيع¼، والثانِي يكشف تمام ماهيّة المنعوت كما مرّ، وقد يكون النعت للتعميم نحو: ½كان زيد فِي يوم من الأيّام¼ يقصد فيه مُجرّد كونه يوماً لا أمر زائد على ذلك من كونه يوم الخميس أو يوم الجمعة، ونحو: ½جاءنِي رجل من الرجال¼ يقصد فيه مجرّد كونه رجلاً لا أمر زائد على ذلك من كون عالِماً أو شاعراً، وقد يكون للترحّم نحو: ½أنا زيد الفقير¼، "غ".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279