عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

فعل الفاعل كـ½ضرب زيد عمرواً¼، وقد يتقدّم([1])على الفاعل كـ½ضرب عمرواً زيد¼، وقد يحذف فعله([2])لقيام قرينة جوازاً نحو: ½زيداً¼ في جواب من قال: ½من أضرب؟¼، ووجوباً([3])في أربعة مواضع، الأوّل



([1]) قوله: [قد يتقدّم على الفاعل] لأنّ الفعل عامل قويّ فيعمل فِي المفعول المتقدّم والمتأخّر، ثُمّ تقديم المفعول على ثلثة أنواع: جائز وهو فيما إذا لَم يكن المفعول به مِمّا يقتضي الصدارة كالاستفهام والشرط والقسم والتمنِّي والعرض وغيرها، وواجب وهو فيما إذا كان المفعول به مِمّا يقتضي الصدارة نحو: ½من ضربت¼، وممتنع وهو فيما إذا وقع المفعول به فِي سياق ½أنْ¼ نحو: ½من البِرّ أن تكفّ لسانكَ¼، وإنّما امتنع التقديم ههنا لأنّ ½أنْ¼ تجعل المدخول بتأويل المصدر ومعمول المصدر لا يتقدّم عليه لضعفه فِي العمل، "و".

([2]) قوله: [قد يحذف فعله... إلخ] أي: قد يحذف عامل المفعول به جوازاً أي: حذفاً جائزاً، لقيام قرينة أي: وقت قيام القرينة مقاليّة كانت نحو قولك: ½زيداً¼ فِي جواب من قال: ½من اَضرب¼ تقديره: ½اضرب زيداً¼ فحذف الفعل لقيام القرينة المقاليّة وهي سؤال السائل، أو حاليّة نحو قولك: ½مكةَ¼ لمن يريد لها، تقديره: ½تريد مكة¼ فحذف الفعل للقرينة الحاليّة وهي توجّهه إليها، "ه".

([3]) قوله: [ووجوباً... إلخ] عطف على قوله: ½جوازاً¼ أي: يحذف الناصب حذفاً واجباً، وقوله: ½فِي أربعة مواضع¼ ليس للحصر بل لكثرة مباحثها؛ لأنه كما يحذف الفعل فِي هذه المواضع كذلك يحذف فِي باب الإغراء كقول الشاعر: شعر

أَخَاكَ أَخَاكَ فَإِنَّ مَنْ لاَ أَخَ لَهُ كَمَنْ لاَ سَلاَحَ مَعَهُ

فإنّ قوله: ½أخاك أخاك¼ منصوب بـ½الزم¼ الْمحذوف، أي: ½الزم أخاك¼، وكذا فِي المنصوب على المدح نحو: ½الحمد لله الحميدَ¼ أي: ½أعنِي الحميدَ¼، وفِي المنصوب على الذمّ نحو: ½أعوذ بالله من الشيطن الرجيمَ¼ أي: ½أعنِي الرجيمَ¼، وفِي المنصوب على الترحّم نحو: ½مررت بزيد المسكينَ¼ أي: ½أعنِي المسكين¼، وإنّما وجب حذف الفعل فِي الأوّل لضيق الوقت؛ لأنه لو اشتغل بالفعل لبَعُد الأخ، وفِي الباقية؛ لأنه لو ذكر الفعل لَم يعلم أنه صفة فِي الأصل بل يكون جملة مستقلّة ولا يحصل الكمال المقصود؛ لأنّ القطع عن النعت لكمال المدح والذمّ "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279