عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

فصل: الأصوات([1])كلّ لفظ حكي به صوت،كـ½غَاقِ¼ لصوت الغراب، أو صوّت به البهائم([2])كـ½نَخَّ¼ لإناخة البعير. فصل: المركّبات([3])كلّ اسم ركّب من كلمتين([4])ليست([5])بينهما نسبة، فإن تضمّن الثانِي حرفاً يجب



([1]) قوله: [الأصوات] هي ليست بأسماء لعدم كونِها دالّة على المعنى باعتبار أصل الوضع، وإنّما ذكرت فِي باب الأسماء المبنيّة لإجرائها مجراها وأخذها حكمها، وإنّما بنيت لجريها مجرى ما لا تركيب فيه من الأسماء نحو: ½زيد¼ و½عمرو¼، فإن قلت: لَمّا كان علّة بناء الأصوات عدم التركيب مع الغير فإذا كانت مركّبة مع الغير فينبغي أن تكون معربة نحو: ½قال زيد عند التعجّب وي¼ و½صوت الغراب غاق¼ قلنا: هي فِي هذه الحالة أيضاً مبنيّة لكنّه لا من حيث إنّها أصوات بل من حيث إنّها حكاية عن الأصوات. "غ" وغيره.

([2]) قوله: [صوّت به البهائم] أو غيرها، واعلم أنّ الأصوات الجارية على لسان الإنسان على قسمين: منقولة وغير منقولة فالأوّل إمّا منقولة إلَى المصادر فقط أو إلَى المصادر ثُمّ من المصادر إلَى أسماء الأفعال فالأوّل داخل فِي أسماء الأفعال، والثانِي على ثلاثة أقسام: قسم يجري على لسان الإنسان تشبيهاً بصوت الغير، وقسم يجري على لسان الإنسان للبهائم، وقسم يجري على لسان الإنسان عند عروض المعنى له، وإنّما لَم يتعرّض المص للقسم الثالث؛ لأنه لَمّا كان القسمان الأوّلان ملحقين بالأسماء المبنيّة مع تعلّقهما بالغير، فهذا القسم الثالث كونه ملحقاً بِها أولى؛ لأنه صوت الإنسان بغير أن يتعلّق بغيره. "سن".

([3]) قوله: [المركّبات] فإن قلت: إنّ المركّب قد مرّ فِي غير المنصرف، وذكر ههنا أنه مبنِيّ فلا بدّ من فرق بين المركّبين، قلنا: المركّب المبنِيّ هو الّذي تضمّن الجزء الثانِي منه حرفاً كـ½خمسة عشر¼، والمركّب الغير المنصرف هو الّذي لَم يتضمّن الجزء الثانِي منه حرفاً كـ½بعلبكّ¼ لكنّ الجزء الأوّل منه مبنِيّ على الفتح فِي الأصحّ لوقوعه فِي الوسط؛ لأنّ الوسط ليس بمحلّ للإعراب. "سن" وغيره.

([4]) قوله: [من كلمتين] إنّما قال: ½من كلمتين¼ ولَم يقل: ½من اسمين¼؛ لئلاّ يخرج من التعريف مثل ½بخت نصر¼؛ لأنّ الجزء الثانِي منه فعل لا اسم، والمراد بالكلمتين أعمّ من أن يكونا حقيقة أو حكماً، فلا يخرج مثل ½سيبويه¼ فإنّ الجزء الثانِي منه صوت غير موضوع لمعنى فلا يكون كلمة حقيقة لكنّه فِي حكم الكلمة حيث أجري مجرى الأسماء المبنيّة. "ي" وغيره.

([5]) قوله: [ليست... إلخ] صفة لـ½كلمتين¼ أي: ليست بين الكلمتين نسبة إسناد ولا إضافة ولا عمل ولا معنى، فيخرج منه ½تأبّط شرًّا¼ و½عبد الله¼ و½يزيد¼ و½النجم¼ أعلاماً، فإن قلت: ½تأبّط شرًّا¼ مبنِيّ فكيف يصحّ الاحتراز عنه؟ قلنا: الكلام ههنا فِي المركّب الّذي سبب بنائه التركيب وهو ليس كذلك. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279