عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

بعدها مجرور مفرد نحو: ½كم مالٍ أنفقته¼، أو مجموع نحو: ½كم رجالٍ لقيتهم¼ ومعناه التكثير، و تدخل([1])½مِنْ¼ فيهما تقول: ½كم من رجل لقيته¼ و½كم من مال أنفقته¼، وقد يحذف التمييز لقيام قرينة، نحو: ½كم مالك¼([2])أي: كم ديناراً مالك، و½كم ضربت¼ أي: كم ضربة ضربت، واعلم أنّ ½كم¼ في الوجهين([3])يقع منصوباً إذا كان بعده فعل غير مشتغل عنه بضميره، نحو:½كم رجلاً ضربت¼ و½كم غلام ملكت¼ مفعولاً به، ونحو: ½كم ضربة ضربت¼ و½كم ضربة ضربت¼ مصدراً،



([1]) قوله: [تدخل من] أي: تدخل كلمة ½مِنْ¼ البيانيّةُ فِي مُميّز ½كم¼ الاستفهاميّةِ والخبريّةِ جوازاً فيجرّان بِها، والفرق حينئذ بينهما يعرف من المقام، وإذا كان الفصل بينها وبين مُميّزها بفعل متعدّ وجب دخولُها؛ لئلاّ يلتبس مُميّزها بمفعول ذلك المتعدّي، كقوله تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ﴾[القصص: 58] وكقوله تعالى: ﴿كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾[البقرة: 211] وقال الحديبِي: لو قيل المراد بقولهم: ½وتدخل مِنْ فيهما¼: أي فِي مُميّز ½كم¼ الخبريّة المفرد والمجموع¼ لكان حسناً؛ لأنّ سيبويه والخليل وكثيراً منهم لا يجوّزون دخول ½مِنْ¼ ظاهراً فِي تمييز ½كم¼ الاستفهاميّة، وجوّزواه مقدّراً. "غ" وغيره.

([2]) قوله: [نحو: ½كم مالك¼] المراد به كلّ تركيب قامت فيه قرينة على حذف التمييز، وفِي هذين المثالين وجدت القرينة؛ لأنه إذا سئل عن كمية المال أو أخبر عن كثرته فظاهر الحال قرينة على أنّ المسؤول عنه أو المخبر عنه هوكمية الدراهم والدنانير، فيكون التقدير: ½كم درهماً مالك¼ أو ½كم درهم أو دينار مالي¼، وكذا إذا سئل عن كمية الضرب أو أخبر عن كثرته فظاهر الحال قرينة على أنّ المسؤول عنه أو المخبر عنه هي المرّات والضربات، فيكون التقدير: ½كم مرّة أو ضربة ضربتَ¼ أو ½كم مرّة أو ضربة ضربتُ¼. "سن".

([3]) قوله: [½كم¼ فِي الوجهين] أي: فِي الاستفهام والخبر، يقع منصوباً محلاًّ وكذا مجروراً ومرفوعاً، وصور وقوع ½كم¼ منصوباً ثلثة: أن يقع مفعولاً به، أومصدراً أي: مفعولاً مطلقاً، أومفعولاً فيه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279