عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

التاء كـ½طلحة¼([1])، والألف المقصورة([2])كـ½حبلى¼، والألف الممدودة([3]) كـ½حمراء¼، والمقدّرة([4]) إنّما هو التاء فقط كـ½أرض¼ و½دار¼ بدليل ½أريضة¼ و½دويرة¼، ثُمّ المؤنّث على قسمين: حقيقيّ وهو ما بإزائه([5])ذكر من الحيوان كـ½امرأة¼ و½ناقة¼، ولفظيّ وهو ما بخلافه([6])كـ½ظلمة¼



([1]) قوله: [كـ½طلحة¼] حال كونه اسم رجل لأنّ المقصود بـ½طلحة¼ هو التمثيل للمؤنّث بالعلامة؛ لأنّ التعريف المذكور مخصوص به، وهذا المقصود إنّما يحصل إذا كان ½طلحة¼ اسم رجل؛ لأنه إذا كان اسم امرأة كان مؤنّثاً حقيقيًّا فلا يصلح لتمثيل المؤنّث بالعلامة. ½ي¼ ملخصاً.

([2]) قوله: [والألف المقصورة] أي: وثانِي علامات التأنيث الثلث: الألف المقصورة، أي: الّتي لا تكون للإلحاق ولا لمجرّد الزيادة كـ½حبلى¼ و½سلمى¼ فلا يرد بنحو ½فتى¼ و½أرطى¼ ملحقاً بـ½جعفر¼، ولا بنحو ½قبعثرى¼، وإنّما سمّيت هذه الألف مقصورة؛ لأنّ المتكلّم مقصور بها ولم يمرّ منها إلَى شئ آخر بخلاف الممدوة لمرورها إلَى الهمزة.

([3]) قوله: [والألف الممدودة] أي: وثالث علامات التأنيث الثلث: الألف الممدودة كـ½حمراء¼، ولا يخفِى أنّ الألف الممدودة هي الّتي قبل الهمزة، وعلامة التأنيث هي الهمزة، ففِي قوله: ½والألف الممدودة¼ نظر إلاّ أن يجعل وصف الألف بالممدودة وصفاً بحال المتعلّق أي: الألف الممدودة ما قبلها. "ي".

([4]) قوله: [والمقدّرة] أي: العلامة الّتي تقدّر من علامات التأنيث الثلث إنّما هي التاء فقط لا غير كـ½أرض¼ و½دار¼، وإنّما حكم بتقدير التاء فيهما بدليل تصغيرهما على ½أريضة¼ و ½دويرة¼؛ لأنّ التصغير والتكسير يردّان الشئ إلَى أصله غالباً.

([5]) قوله: [ما بإزائه] أي: المؤنّث الحقيقيّ مؤنّث بمقابلته ذكر من الحيوان سواء وجد فيه علامة التأنيث لفظاً كـ½امرأة¼ فِي الأناس و½ناقة¼ فِي البهائم فِي مقابلتهما ½رجل¼ و½بعير¼، أولم يوجد كـ½أمّ¼ فِي الأناس و½حجر¼ فِي البهائم فِي مقابلتهما ½أب¼ و½حصان¼، والمراد بالذَكر ههنا خلاف الأنثى. "ي".

([6]) قوله: [ما بخلافه] أي: المؤنّث اللفظيّ مؤنّث متلبس بمخالفة المؤنّث الحقيقيّ أي: ما ليس بإزائه ذكر من الحيوان سواء وجد فيه العلامة حقيقة أولم يوجد كـ½ظلمة¼، مثال للمؤنّث اللفظيّ حقيقة، و½عين¼ مثال للمؤنّث اللفظي تقديراً بدليل تصغيرها على ½عيينة¼، ولم يذكر المص مثالاً للمؤنّث اللفظيّ حكماً كـ½عقرب¼ لقلّة وقوعه، وكذا جمع المكسّر وجمع المصحح بالألف والتاء مؤنّث لفظيّ وإن كان واحدها مؤنّثاً حقيقيًّا، ثمّ اعلم أنّ المؤنّث اللفظيّ إمّا أن يكون معناه مذكّراً حقيقيًّا كـ½طلحة¼ علماً للمذكّر و½علاّمة¼ صفة للمذكّر، فهذا المؤنّث اللفظيّ لا يؤثّر تأنيثه اللفظيّ إلاّ فِي حكم نفسه وهو منع الصرف فيمنع ½طلحة¼ عن الصرف للتأنيث والعلميّة ولا يسري تأنيثه إلَى غيره من فعل أو صفة أو خبر أو حال فيقال: ½قام طلحة¼ و½طلحة القائم¼ و½طلحة قائم¼ و½مررت بطلحة قائماً¼؛ لأنّ التذكير الحقيقيّ لمّا طر عليه منع أن يعتبر حال تأنيثه اللفظيّ فِي غيره وأن يسري إليه، وأمّا منع صرفه فحال متّصلة به لا بغيره، وذهب بعض الكوفيين إلَى أنّ تأنيثه يسري إلَى غيره فيقولون: ½قالت طلحة...إلخ¼ وقاسوا على تأنيث ½عقرب¼ علماً للمذكّر فإنّ تأنيثه يسري إلَى غيره بالاتّفاق، وإمّا أن لا يكون معناه مذكّراً حقيقيًّا ولا مؤنّثاً حقيقيًّا كـ½ظلمة¼ و½عين¼ و½علامة¼ صفة، فهذا المؤنّث اللفظيّ يجوز أن يسري تأنيثه اللفظيّ إلَى غيره، وعند ابن السكيب تأنيثه كتأنيث ½طلحة¼ علماً للمذكّر فلا يجوز التاء فِي فعله عنده. "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279