عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

ويجوز إظهار ½أن¼ مع لام ½كي¼([1])نحو: ½أسلمت لأنْ أدخل الجنّة¼، ومع واو العطف نحو: ½أعجبني قيامك وأنْ تخرج¼، ويجب إظهار ½أنْ¼ في لام ½كى¼ إذا اتّصلت([2])بـ½لا¼ النافية نحو: ½لئلا يعلم¼، واعلم أنّ ½أن¼ الواقعةَ بعد العِلْم([3])ليست هي الناصبة للفعل المضارع وإنّما هي المخفّفة من المثقّلة نحو: ½علمت أنْ سيقوم¼ قال الله تعالى: ﴿عَلِمَ أَن



([1]) قوله: [مع لام ½كي¼] وكذا يجوز إظهار ½أَنْ¼ مع اللام الزائدة نحو: ½أردت لأن يقوم¼، ومع واو العطف بل مع جميع حروف العطف، وإنّما جاز إظهارها في هذه الصور؛ لأنّ لام ½كي¼ واللام الزائدة وحروف العطف تدخل على الأسماء فيجوز معها إظهار ما تقلّب الفعل إلى الاسم وهي ½أَنْ¼ المصدريّة، ولا يجوز إظهارها مع لام الجحد لاختصاصها بخبر ½كان¼ المنفيّ إذا كان فعلاً. "و" ملخّصاً.

([2]) قوله: [إذا اتّصلت] أي: وقعت ½لاَ¼ النافية بعد لام ½كَيْ¼، وإنّما وجب إظهار ½أَنْ¼ في هذه الصورة؛ لئلاّ يلزم توالي اللامين المتحرّكتين وهما لام ½كَيْ¼ ولام النفي نحو قوله تعالى: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾[الحديد: 29]. "و".

([3]) قوله: [بعد العلم] وبعد ما بمعناه من التحقّق واليقين والانكشاف والشهادة والظهور ونحو ذلك، فإنّ ½أَنْ¼ الواقعة بعدها ليست هي الناصبة للفعل المضارع وإنّما هي المخفّفة من المثقّلة؛ لأنّ المخفّفة للتحقيق فتناسب العلم وما بمعناه، بخلاف الناصبة فإنّها للرجاء والطمع فلا تناسبه، وحينئذ يجب فصلها عن الفعل إمّا بالسين نحو: ½علمت أن سيقوم¼ وقال الله تعالى: ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى﴾[المزّمِّل: 20]، أو بـ½سوف¼ نحو: ½اعلم فعلم المرء ينفعه أن سوف يأتي لك¼ أو بـ½قد¼ نحو ﴿لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ﴾[سورة الجن: ٢٨]، أو بحرف النفي من ½لَمْ¼ و½لاَ¼ و½لَنْ¼ نحو: ½علمت أن لم يقم¼، قال الله تعالى ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ﴾[طه: 89]، وهذا ليكون كالعوض من أحد نونيها، واسمها هو ضمير الشأن فرقاً بينها وبين ½أَنْ¼ المصدريّة؛ لأنّ المصدريّة لا يفصل بينها وبين الفعل بشيء من الحروف المذكورة، واعلم أنّ المراد بالعلم في قوله: ½بعد العلم¼ العلم الغير المؤوّل بالظنّ، فإن أُوّل به يصحّ وقوع ½أَنْ¼ المصدريّة والمخفّفة بعده فيجوز ½علمت أن يخرج زيد¼ بالنصب والرفع بمعنى ½ظننت¼. "غ".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279