عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

الندم، ولا تقول: ½ندم زيد ولَمْ¼، وأمّا كلِم الْمُجازات حرفاً كانت أو اسماً فهي تدخل على الْجملتين لتدلّ([1])على أنّ الأولى سبب للثانية، وتسمّى الأولى([2])½شرطاً¼ والثانية ½جزاء¼، ثُمّ إن كان الشرط والجزاء مضارعين يجب الْجزم([3])فيهما لفظاً نحو: ½إن تكرمني أكرمك¼، وإن كانا([4])ماضيين لَم تعمل فيهما لفظاً نحو: ½إن ضربتَ ضربتُ¼، وإن كان الجزاء([5])وحده ماضياً يجب الجزم في الشرط نحو: ½إن تضربني ضربتك¼، وإن كان الشرط([6])وحده ماضياً جاز في الْجزاء الوجهان نحو:



([1]) قوله: [لتدلّ] متعلّق بقوله: ½تدخل¼ أي: لتدلّ الكلمات بسبب دخولها على الجملتين على أنّ الجملة الأولى سبب للثانية، والمراد بجعل كلمات المجازات الجملة الأولى سبباً والثانية مسبّباً أنّ المتكلّم اعتبر سببيّة الأولى للثانية، ولايلزم أن يكون الأولى سبباً حقيقيًّا للثانية بل ينبغي أن يعتبر المتكلّم بينهما نسبة يصحّ بها أن يوردهما في صورة السبب والمسبّب كقولك: ½إن تشتمني أكرمك¼ فالشتم ليس سبباً حقيقيًّا للإكرام ولا الإكرام مسبّب حقيقيّ له لكنّ المتكلّم اعتبر تلك النسبة بينهما إظهاراً لمكارم الأخلاق، يعنى: المتكلّم بمكارم الأخلاق بمرتبة يصير الشتم الّذي هو سبب الإهانة عند الناس سبب الإكرام عنده. "سن" وغيره.

([2]) قوله: [تسمّى الأولى] أي: الجملة الأولى بعد دخول كلم المجازات ½شرطاً¼ من حيث إنّها مشروطة لتحقّق الثانية، وتسمّى الجملة الثانية ½جزاء¼ من حيث إنّها تبتني على الأولى ابتناء الجزاء على الشرط.

([3]) قوله: [يجب الجزم... إلخ] لوجود الجازم وكون المضارع معرباً صالحاً للجزم بكلم المجازات، وعن سيبويه أنّ الجزاء مجزوم بكلم المجازات والشرط جميعاً.

([4]) قوله: [وإن كانا] أي: الشرط والجزاء ماضيين لم تعمل كلم المجازات فيهما لفظاً لا في الشرط ولا في الجزاء؛ لأنّ الماضي مبنيّ فلا يظهر أثر العامل.

([5]) قوله: [وإن كان الجزاء] وحده ماضياً دون الشرط أي: كان الشرط مضارعاً يجب الجزم في الشرط فقط لكونه معرباً صالحاً للجزم بكلم المجازات.

([6]) قوله: [وإن كان الشرط] وحده ماضياً وكان الجزاء مضارعاً جاز في الجزاء الوجهان: الجزم لتعلّقه

بالجازم وهو أداة الشرط مع كونه معرباً صالحاً للجزم به نحو: ½إن أتاني زيد آته¼، والرفع؛ لأنّ الجزم لمّا بطل في الشرط لكونه ماضياً يبطل في الجزاء أيضاً تبعا له، والأوّل هو الأفصح. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279