عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

والخامس([1]): للترنّم وهو الّذي يلحق آخرَ الأبيات والمصاريع كقول الشاعر شعر:

أَقِلِّي اللَوْمَ عَاذِلُ وَالْعِتَابَنْ

وَقُوْلِيْ إِنْ أَصَبْتُ لقَدْ أَصَابَنْ

وكقوله ع يَا أَبَتَا عَلَّكَ أَو عَسَاكَنْ. وقد يحذف([2])من العَلم إذا كان موصوفاً بـ½ابن¼ أو ½ابنة¼ مضافاً إلى عَلم آخر نحو: ½جاءني زيد بن عمرو¼



([1]) قوله: [الخامس] أي: القسم الخامس من الأقسام الخمسة للترنّم وهو الّذي يلحق آخر الأبيات والمصاريع لتحسين الإنشاء؛ لأنّه حرف يسهل به ترديد الصوت في الخيشوم وذلك الترديد من أسباب حسن الغناء كقول الشاعر وهو جرير: شعر

أَقِلِّي اللَوْمَ عَاذِلُ وَالْعِتَابَنْ

وَقُوْلِيْ إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَنْ

½اللوم¼ بالفتح: الملامة، و½عاذل¼ أصله: ½يا عاذلة¼ فرخّم وحذف حرف النداء، و½العتاب¼:

المواخذة والغضب، وجواب الشرط محذوف يدلّ عليه قوله: ½قولي¼، والمعنى: أقلّي لومكِ وعتابكِ يا عاذلة على ما أفعله وتأمّلي فيه فإن كنت مصيباً فيه فصوّبيني، وموضع الاستشهاد فيه ½العتابنْ¼ و½أصابنْ¼، وكقول الشاعر وهو رؤبة: ع يَا أَبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكَنْ. فقوله: ½يا¼ حرف النداء، و½أبتا¼ منادى مضاف إلى ياء المتكلّم والتاء والألف فيه عوض عن ياء المتكلّم، و½علّك¼ بمعنى ½لعلّك¼، و½عساكن¼ عطف عليه، وخبرهما محذوف، والتقدير: علّك تجد رزقاً أو عساك تجده، وقول جرير مثال تنوين الترنّم الّذي دخل على الاسم والفعل، وقول رؤبة مثال تنوين الترنّم الّذي دخل على الفعل. "ي" وغيره.

([2]) قوله:[وقد يحذف] أي: تنوين التمكّن وجوباً من العلَم إذا كان ذلك العلَم موصوفاً بـ½ابن¼ و½ابنة¼ حال كون كلّ واحد منهما مضافاً إلى علَم آخر، وإنّما وجب حذف التنوين ههنا لقصد التخفيف وطول اللفظ وكثرة الاستعمال، وتحذف حينئذ ألف ½ابن¼ في الكتابة قصداً للتخفيف في الخطّ والدلالة على شدّة اتّصال الموصوف بالصفة، وكذلك قولهم: ½هذا فلان بن فلان¼؛ لأنّه كناية عن العلَم، وعلم من قول المص: ½إذا كان موصوفاً... إلخ¼ أنّ الابن إذا لم يكن صفة أو كان صفة لغير العلَم أو كان مضافاً إلى غير العلم لم يحذف التنوين من اللفظ نحو: ½زيد ابن عمرو¼ على تقديركون ½ابن عمرو¼ خبراً عن ½زيد¼، و½جاءني رجل ابن زيد¼ و½زيد ابن عالم¼، والابنة مثل الابن في جميع ما ذكر إلاّ في حذف همزتها فإنّها لا تحذف حيثما كانت؛ لئلاّ يلتبس بـ½بنت¼ في مثل ½هند ابنة عاصم¼. "غ" وغيره ملخّصاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279