عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الخامس

فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرج من كان فيها وتخلف ليخرقها قال: فقال له موسى: تخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام ليس في الغلمان غلام أنظف يعني منه فأخذه فقتله فنفر موسى

عليه السلام عند ذلك وقال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال: فأخذته ذمامة من صاحبه واستحى فقال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما استطعما أهلها وقد أصاب موسى عليه السلام جهد فلم يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال له موسى: مما نزل بهم من الجهد لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال: هذا فراق بيني وبينك فأخذ موسى عليه السلام بطرف ثوبه فقال: حدثني فقال: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشبة فانتفعوا بها وأما الغلام فإنه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقى عليه محبة من أبويه ولو أطاعاه لأرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ووقع أبوه على أمه فعلقت فولدت منه خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الله بن إبراهيم المروزي حدثني هشام بن يوسف في تفسير ابن جريج الذي أملاه عليهم أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على الآخر وغيرهما قال: قد سمعت يحدثه عن سعيد بن جبير قال:

-إنا لعند عبد الله بن عباس في بيته إذ قال سلوني فقلت: أبا عباس جعلني الله فداك بالكوفة رجل قاص يقال له: نوف يزعم أنه ليس موسى بني إسرائيل أما عمرو بن دينارفقال: كذب عدو الله وأما يعلى بن مسلم فقال: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى رسول الله عليه السلام ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال: يا رسول الله هل في الأرض إحد أعلم منك قال: لا قال: فعتب عليه إذ لم يقل العلم إلى الله تبارك وتعالى فأوحى الله إليه إن لي عبدا أعلم منك قال: أي ربي وأنى قال: مجمع البحرين قال: أي ربي اجعل لي علما أعلم ذلك به قال لي عمرو قال: حيث يفارقك الحوت وقال يعلى خذ حوتا ميتا حيث ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل قال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني حيث يفارقك الحوت قال: ما كلفتني كثيرا فذلك قوله تبارك وتعالى {إذ قال موسى لفتاه} يوشع بن نون ليست عن سعيد بن جبير قال: فبينا هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى نائم قال فتاه لا أوقظه حتى إذا أستيقظ نسي أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله تبارك وتعالى عليه جرية البحر حتى كان أثره في حجر فقال لي عمر: وكان أثره في حجر وحلق إبهاميه واللتين تليانهما {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} قال: قد قطع الله تبارك وتعالى عنك النصب ليست هذه عن سعيد بن جبير فأخبره فرجعا فوجدا خضرا عليه السلام فقال لي




إنتقل إلى

عدد الصفحات

643