عنوان الكتاب: أريد إصلاح نفسي

قالَتْ: أرجِعُ إلى الدُّنيا أعمَلُ عملاً أَنْجُو به مِن هذَا العَذابِ، ومثَّلْتُ نَفسِي في الجنَّةِ مَع حُورِها وألبَسُ من سُنْدُسِها وإستَبْرَقِها وحَرِيرها فقلتُ: يا نَفسي أيَّ شَيء تَشتَهِين؟ قالَتْ: أرجِعُ إلى الدُّنيا أعمَلُ عمَلاً أَزدادُ مِن هذا الثَّواب، فقلتُ: أنْتَ في الدُّنيا وفي الأُمْنِيَة([1])، (المعنى: يا نَفسُ، الآن عَلَيك بتَحدِيدِ الْهَدفِ الخاصِّ بك، إمّا إصلاحُ النَّفسِ وتَزكِيَتُها والذَّهابُ إلى الجنَّةِ، أو فَعلُ الذُّنُوبِ والذَّهابُ إلَى النَّارِ، فيَجبُ العَملُ حَسبَ ما تُرِيدِين).

صلّوا على الحبيب!        صلّى الله تعالى على محمد

تحضير للآخرة

أيها الأحباء! حاوِلُوا فَهمَ الأَمرِ كَيفَ كان السَّلفُ الصَّالِحُ رَحِمهُم الله تعالى يُصْلِحُون ويُحاسِبُون أنفُسَهم، خاصّةً كانُوا يزجُرُون نُفوسَهم عِندَ التَّقصِير في الطَّاعاتِ، بَل أحيانًا يُحدِّدُون العُقوبَةَ ويَخافُون ربَّهم كُلَّ حين، ويَتزَوَّدُون لِلآخِرَة، ويُرَكِّزُون عَلى إصلاحِ النَّفسِ وتَزكِيَتِها، لا شَكَّ أنَّ سَعْيَهم مَقبُولٌ



([1]) ذكره الأصفهاني في "حلية الأولياء"، ٤/٢٣٥، (٥٣٦١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30