عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

أو صفةٌ نحو: ﴿ وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا ﴾ [الكهف:٧٩] أي: صحيحة ونحوها بدليل ما قبله, أو شرطٌ كما مرّ, أو جوابُ شرطٍ إمّا لمجرّد الاختصار نحو: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ وَمَا خَلۡفَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ﴾ [يس:٤٥] أي: أعرضوا بدليل ما بعده, أو للدلالة على أنه شيءٌ لا يُحِيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كلَّ مذهب ممكن مثالهما: ﴿ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ ﴾ [الأنعام:٢٧], أو غيرُ ذلك نحو: ﴿ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ
وَقَٰتَلَۚ
﴾ [الحديد:١٠], أي: ومن أنفق من بعده وقاتل بدليل ما بعده,

الثنايا ركوبُه صِعابَ الأمور (أو صفةٌ نحو) قوله تعالى: (﴿وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا) فقوله ½سفينة¼ موصوف بصفة محذوفة (أي:) يأخذ كلّ سفينة (صحيحة ونحوها) أي: ونحو هذه الصفة كـ½سالمة¼ و½جيّدة¼ و½غير معيبة¼, وإنما قلنا الوصف محذوف (بدليل ما قبله) وهو قوله ﴿ فَأَرَدتُّ أَنۡ
أَعِيبَهَا
﴾ فإنه يدلّ أنّ الملك لا يأخذ المعيبة (أو شرطٌ كما مرّ) في آخر باب الإنشاء من جواز تقدير الشرط بعد الأمور الأربعة نحو ½أين بيتك أزرْك¼ أي: إنْ تعرفنيه أزرْك (أو جوابُ شرطٍ) وحذفُ جواب الشرط (إمّا) يكون (لمجرّد الاختصار نحو) قوله تعالى: (﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيكُمۡ) من عذاب الدنيا (وَمَا خَلۡفَكُمۡ) من عذاب الآخرة (لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ) فحُذِف جوابُه لمجرّد الاختصار (أي: أعرضوا) وإنما قلنا إنّ الجواب المحذوف هو ½أعرضوا¼ (بدليل ما بعده) وهو قوله تعالى: ﴿ وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ ﴾ (أو) يكون (للدلالة على أنه) أي: جوابَ الشرط (شيءٌ لا يُحِيط به الوصف) أي: لا يحصره وصفُ واصفٍ بل هو فوق كلّ ما يُذكَر فيه من الوصف وذلك عند قصد المبالغة لكونه أمرًا مرهوبًا منه في مقام الوعيد أو مرغوبًا فيه في مقام الوعد (أو) يكون (لـ) أجل أن (تذهب نفس السامع) في تقديره (كلَّ مذهب ممكن مثالهما) أي: المثال الصالح لكلٍّ منهما قولُه تعالى: (﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ) فحُذِف جواب الشرط إظهارًا لكونه لا يحيط به وصف أو لتذهب نفس السامع كلَّ مذهب ممكن كأن يقدّر الجواب ½لرأيت أمرًا فظيعًا¼ أو ½لسقطت صاعقًا¼ أو ½لملئت هيبة¼ إلى غير ذلك (أو غيرُ ذلك) عطف على ½مضافٌ¼ أي: المحذوف إمّا جزءُ جملةٍ مضافٌ أو كذا وكذا أو غيرُ ذلك كالمعطوف مع العاطف (نحو) قوله تعالى: (﴿لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ
وَقَٰتَلَۚ
) فحذف فيه المعطوف مع العاطف (أي: ومن أنفق من بعده) أي: بعد الفتح (وقاتل) وإنما قدّرنا هذا المعطوف (بدليل ما بعده) وهو قوله تعالى: ﴿ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ
وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ
﴾ [الحديد:١٠] فإنه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229