تنبيه كثير ممّا ذكر في هذا الباب والذي قبله غيرُ مختصّ بهما كالذكر والحذف وغيرهما, والفَطِن إذا أتقن اعتبارَ ذلك فيهما لا يخفى عليه اعتبارُه في غيرهما.
أحوال متعلِّقات الفعل
الفعل مع المفعول كالفعل مع الفاعل في أنّ الغرض من ذكره معه إفادة تلبسه به لا إفادة وقوعه مطلقًا, فإذا لم يُذكَر معه فالغرض إن كان إثباتَه لفاعله أو نفيَه عنه مطلقًا نزّل منزلة اللازم ولم يقدّر له مفعول..............
(تنبيه كثير ممّا ذكر) من الأحوال (في هذا الباب) أي: في باب المسند (و) في الباب (الذي قبله) أي: في باب المسند إليه (غيرُ مختصّ بهما) أي: بهذين البابين (كالذكر والحذف وغيرهما) كالتعريف والتنكير والتقديم والتأخير والإبدال والتأكيد والعطف, وبعض ممّا ذكر مختصّ بهما كضمير الفصل فإنه لا يؤتى به إلاّ بين المسندين وككون الشيء فعلاً فإنه لا يتصوّر في غير المسند (والفَطِن) أي: اللبيب (إذا أتقن) أي: أحكم (اعتبارَ ذلك) الكثير (فيهما) أي: في البابين (لا يخفى عليه اعتبارُه) أي: اعتبار الكثير (في غيرهما) أي: في غير البابين فإذا علم ممّا تقدّم مثلاً أنّ تعريف المسند إليه بالعلميّة لإحضاره باسم مختصّ به عرف أنّ تعريف المفعول به أيضًا لذلك, وإذا عرف أنّ الإبدال من المسند إليه لتقرير النسبة الحكميّة عرف أنّ الإبدال من المفعول به لتقرير النسبة الإيقاعيّة نحو ½أكرمت زيدًا أخاك¼ وقس على ذلك (أحوال متعلِّقات الفعل) أي: أحوال معمولاته, وفي هذا الباب ثلاثة مطالب الأوّل نِكات حذف المفعول به والثاني نِكات تقديمه على الفعل والثالث نِكات تقديم بعض معمولات الفعل على بعض, وذكر مقدّمةً للمطلب الأوّل بقوله (الفعل) المتعدّي (مع المفعول) به (كالفعل مع الفاعل في أنّ الغرض من ذكره) أي: من ذكر كلّ من الفاعل والمفعول (معه) أي: مع الفعل (إفادة تلبسه) أي: إفادة تعلّق الفعل (به) أي: بكلّ من الفاعل والمفعول (لا إفادة وقوعه) أي: وقوع الفعل (مطلقًا) أي: من غير إرادة بيان الفاعل والمفعول إذ لو كان الغرض هذا لم يكن لذكرهما معه معنى (فإذا لم يُذكَر) المفعول (معه) أي: مع الفعل (فالغرض) من ذلك الفعل (إن كان إثباتَه لفاعله) أي: إثباتَ الفعل لفاعل الفعل (أو نفيَه عنه) أي: نفي الفعل عن الفاعل (مطلقًا) أي: من غير اعتبار تعلّقه بالمفعول (نزّل) الفعل (منزلة) الفعل (اللازم) الذي لا يكون له مفعول (ولم يقدّر له مفعول) هذا من عطف اللازم على الملزوم, وإنما لم يقدّر له مفعول