عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

الفن الثاني علم البيان

وهو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه, ودلالةُ اللفظ إمّا على تمام ما وُضِع له أو على جزئه أو على خارج عنه, وتسمّى الأولى وضعيّة وكلّ من الأخيرتين عقليّة, وتقيّد الأولى بالمطابقة والثانية بالتضمّن والثالثة بالالتزام, وشرطه اللزوم الذهنيّ ولو لاعتقاد المخاطَب بعرفٍ أو غيره, والإيراد المذكور لا يتأتّى بالوضعيّة لأنّ السامع إن كان عالمًا بوضع الألفاظ لم يكن بعضها أوضح......................................

(الفن الثاني علم البيان وهو علم يعرف به) أي: أصول يعرف برعايتها (إيراد المعنى الواحد بطرق) أي: بتراكيب (مختلفة في وضوح الدلالة عليه) أي: على ذلك المعنى الواحد كأن يقال في وصف زيد بالجود ½زيد مهزولُ الفصيل جبانُ الكلب كثيرُ الرماد¼ و½رأيت بحرًا في الدار¼ و½طمّ زيد بإنعامه جميع الأنام¼ و½لجّة زيد تتلاطم بالأمواج¼ و½زيد كالبحر في السخاء¼ و½زيد كالبحر¼ و½زيد بحر¼ (ودلالةُ اللفظ) الوضعيّةُ (إمّا على تمام ما وُضِع له) اللفظُ كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق (أو على جزئه) كدلالته على الحيوان أو الناطق (أو على خارج عنه) كدلالته على الضاحك (وتسمّى) الدلالة (الأولى) دلالة (وضعيّة و) تسمّى (كلّ من) الدلالتين (الأخيرتين) دلالة (عقليّة وتقيّد) أي: ويسمّى أيضًا الدلالة (الأولى) وهي دلالته على تمام ما وضع له (بالمطابقة و) الدلالة (الثانية) وهي دلالته على جزء ما وضع له (بالتضمّن و) الدلالة (الثالثة) وهي دلالته على خارج عمّا وضع له (بالالتزام, وشرطه) أي: وشرط الالتزام (اللزوم الذهنيّ) والمراد به هنا أن يلزم من حصول الموضوع له في الذهن حصول المعنى الخارج فيه على الفور أو بعد التأمّل في القرائن (ولو لاعتقاد المخاطَب) أي: ولو كان اللزوم ممّا يُثبِتُه ذهنُ المخاطَب (بـ) سبب (عرفٍ) عامّ كاللزوم بين الأسد والجرأة (أو) بسبب (غيره) أي: غير العرف العامّ وهو العرف الخاصّ كاللزوم بين بلوغ الماء عشرًا في عشر وعدَم قبوله النجاسة القليلة واللزوم بين التسلسل والبطلان واللزوم بين الفاعل والرفع فإذا قيل زيد أسد فهم أنه شجاع وإذا قيل هذا الماء عشر في عشر علم أنه لا ينجس بوقوع النجاسة فيه ما لم يتغيّر وإذا قيل هذا تسلسل يعرف أنه باطل (والإيراد المذكور) أي: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه (لا يتأتّى) أي: لا يمكن (بـ) الدلالة (الوضعيّة) المطابقيّة (لأنّ السامع إن كان عالمًا بوضع الألفاظ) كلّها لمعانيها (لم يكن بعضها) أي: بعض الألفاظ (أوضح) دلالةً على المعنى من بعض فإنّ قولك ½الأسد مفترس¼ و½الليث مفترس¼ سيّان


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229