عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

إن جُعِل نحو ½على كتفه سيف¼ حالاً كثر فيها تركها نحو: ½خَرَجْتُ مَعَ الْبَازِيْ عَلَيَّ سَوَادٌ¼, وحسن الترك تارةً لدخول حرفٍ على المبتدأ كقوله: فَقُلْتُ عَسَى أَنْ تُبْصِرِيْنِيْ كَأَنَّمَا * بَنِيَّ حَوَالِيَ الْأُسُوْدُ الْحَوَارِدُ وأخرى لوقوع الجملة بعقب مفرد كقوله: وَاللهُ يُبْقِيْكَ لَنَا سَالِمًا * بُرْدَاكَ تَبْجِيْلٌ وَتَعْظِيْمٌ.

الإيجاز والإطناب والمساواة

السكّاكي أمّا الإيجاز والإطناب فلكونهما نِسبيّين لا يتيسّر الكلام فيهما   

(إن جُعِل نحو ½على كتفه سيف¼) أي: إن جعل ما تقدّم فيه الظرف على اسم مرفوع (حالاً) كأن يقال: ½جاء زيد على كتفه سيف¼ (كثر فيها) أي: في تلك الحال (تركها) أي: ترك الواو (نحو) قول بشار: إِذَا أَنْكَرَتْنِيْ بَلْدَةٌ أَوْ نَكِرْتُهَا * (½خَرَجْتُ مَعَ الْبَازِيْ عَلَيَّ سَوَادٌ¼) أي: إذا كرهني أهل بلدة أو كرهتهم خرجت من بينهم مع البازي الذي هو أبكر الطيور في الخروج من الوكر حال كوني عليّ بقيّةٌ من ظلمة الليل, فقوله ½عَلَيَّ سَوَادٌ¼ حالٌ ترك فيها الواو (و) قال أيضًا (حسن الترك) أي: ترك الواو في الجملة الاسميّة (تارةً لـ) أجل (دخول حرفٍ على المبتدأ كـ) ½كَأَنّ¼ في (قوله) أي: قول الفرزدق (فَقُلْتُ عَسَى أَنْ تُبْصِرِيْنِيْ) خطاب لزوجته النوار وقد عيّرته بعدم الولد (كَأَنَّمَا * بَنِيَّ حَوَالِيَ) أي: في جوانبي (الْأُسُوْدُ الْحَوَارِدُ) أي: الغِضابُ, فقوله ½بَنِيَّ الْأُسُوْدُ¼ جملة اسميّة حال من مفعول ½تُبْصِرِيْنِيْ¼ فحسن ترك الواو فيها لدخول ½كأنّ¼ على المبتدأ, وقوله ½حَوَالِيَ¼ حال من ½بَنِيَّ¼, وكـ½أنّ¼ في قوله تعالى: ﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمۡ لَيَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ ﴾ [الفرقان:٢٠] وكـ½لاَ¼ التبرئة في قوله تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ﴾ [الرعد:٤١] (و) حسن الترك تارة (أخرى لـ) أجل (وقوع الجملة) الاسميّة الحاليّة (بعقب مفرد) أي: بإثر حال مفردة (كقوله) أي: قول ابن الروميّ (وَاللهُ يُبْقِيْكَ لَنَا سَالِمًا * بُرْدَاكَ تَبْجِيْلٌ وَتَعْظِيْمٌ) فقوله ½بُرْدَاكَ تَبْجِيْلٌ¼ حال من الكاف في ½يُبْقِيْكَ¼, حسن فيها ترك الواو لوقوعها بعد حال مفردة وهي قوله ½سَالِمًا¼. (الإيجاز والإطناب والمساواة) الإيجاز لغة التقصير يقال ½أوجزت الكلام¼ إذا قصرته, والإطناب المبالغة يقال ½أطنب في الكلام¼ إذا بالغ فيه والمساواة واضحة, وأمّا في الاصطلاح فقال (السكّاكي أمّا الإيجاز والإطناب فلكونهما نِسبيّـين) أي: إضافيّـين؛ فإنّ الإيجاز ما كان أقلّ بالنسبة لغـيـره والإطـناب ما كان أزيـد بالـنـسبـة لغـيـره (لا يـتـيـسّر الـكلام فـيـهـما) بـحـالٍ من الأحـوال


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229