عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

الفن الثالث علم البديع

وهو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابَقة ووضوحِ الدلالة, وهي ضربان معنويّ ولفظيّ, أمّا المعنويّ فمنه المطابَقة وتسمّى الطِباقَ والتضادَّ أيضًا وهي الجمع بين متضادّين أي: معنيين متقابلين في الجملة ويكون بلفظين من نوع اسمَينِ نحو: ﴿ وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ﴾ [الكهف:١٨] أوفعلَينِ نحو: ﴿ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ ﴾ [البقرة:٢٥٨] أو حرفَينِ نحو: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾ [البقرة:٢٨٦] أو من نوعَينِ نحو: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ[الأنعام:١٢٢] وهو ضربان طِباقُ الإيجاب كما مرّ, وطِباقُ السلب نحو: ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
6 يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ﴾ [الروم:٦-٧], ونحو:

(الفن الثالث علم البديع) أي: العلم الذي هو البديع (وهو) أي: علم البديع (علم يعرف به وجوه) أي: قواعدُ يعرف بها طرق (تحسين الكلام بعد رعاية المطابَقة) أي: مطابقة الكلام لمقتضى الحال (و) بعد رعاية (وضوحِ الدلالة) أي: خلوّه عن التعقيد المعنويّ (وهي) أي: وجوه تحسين الكلام (ضربان) الضرب الأوّل (معنويّ) راجع إلى تحسين المعنى (و) الضرب الثاني (لفظيّ) راجع إلى تحسين اللفظ (أمّا) الضرب (المعنويّ) ذَكَر هنا تسعة وعشرين وجهًا من المعنويّ (فمنه المطابَقة وتسمّى) المطابَقةُ (الطِباقَ والتضادَّ) والتطبيقَ والتكافؤَ (أيضًا وهي) أي: المطابَقة (الجمع) في الكلام (بين) معنيين (متضادّين أي:) الجمع بين (معنيين متقابلين في الجملة) أي: يكون بينهما تنافٍ ولو في بعض الصور كالقدم والحدوث والإحياء والإماتة والحركة والسكون والوجود والعدم والعمى والبصر والقدرة والعجز والأبوّة والبنوّة إلى غير ذلك (ويكون) هذا الجمع (بلفظين من نوع) واحد من الاسم والفعل والحرف فيكونان (اسمَينِ نحو) قوله تعالى: (﴿وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ﴾ أو) يكونان (فعلَينِ نحو) قوله تعالى: (﴿يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ ﴾ أو) يكونان (حرفَينِ نحو) قوله تعالى: (﴿لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ) جمع بين اللام و½على¼ اللتين هما للانتفاع والتضرّر (أو) بلفظَينِ (من نوعَينِ نحو) قوله تعالى: (﴿أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ) فـ½ميتًا¼ اسم و½أحيينا¼ فعل (وهو) أي: والطِباق (ضربان) أحدهما (طِباق الإيجاب) بأن يكون معنى اللفظين المتقابلين موجبًا (كما مرّ) في الأمثلة (و) ثانيهما (طِباق السلب) بأن يجمع بين الثبوت والانتفاء (نحو) قوله تعالى: (﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ 6 يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ونحو) قوله تعالى:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229