عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

نحو: جَاءَ شَقِيْقٌ عَارِضًا رُمْحَهُ * إِنَّ بَنِيْ عَمِّكَ فِيْهِمْ رِمَاحُ, والمنكر كغير المنكر إذا كان معه ما إن تأمّله ارتدع نحو: ﴿ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ﴾ [البقرة:٢], وهكذااعتباراتُ النفي, ثم الإسناد منه حقيقة عقليّة وهي إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له عند المتكلم في الظاهر كقولِ المؤمن: ½أنبت الله البقل¼ وقولِ الجاهل: ½أنبت الربيع البقل¼ وقولِك ½جاء زيد¼ وأنت تعلم أنه لم يجئ, ومنه مجاز عقليّ وهو إسناده إلى ملابِسٍ له غيرِ ما هو له..................................

(نحو جَاءَ شَقِيْقٌ) اسم رجل (عَارِضًا رُمْحَهُ) أي: واضعًا له على جانب, ومجيئُه هكذا علامةٌ لإنكار الرماح مع بني عمّه فنُزّل منزلة المنكر وخوطب على سبيل الالتفات بقوله: (إِنَّ بَنِيْ عَمِّكَ فِيْهِمْ رِمَاحُ) مؤكّدًا بـ½إنّ¼ (و) يجعل (المنكر كغير المنكر إذا كان معه) أي: مع المنكر (ما) أي: دليل (إن تأمّله) أي: إن تفكّر المنكر في ذلك الدليل (ارتدع) أي: رجع عن إنكاره (نحو ﴿ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ) [البقرة:٢] نزّل المنكر لعدم كون القرآن مظنّة للريب منزلة غيره لأنّ إعجازَ البيّنات وكونَ مَن أتى به مصدَّقًا بالمعجزات من دلائل تدلّ على أنه من عند الله قطعًا (وهكذا) أي: ومثلُ اعتبارات الإثبات (اعتباراتُ النفي) فيقال في خالي الذهن: ½ما زيد شاعرًا¼ بلا تأكيد, وفي المتردِّد الطالب: ½ما زيد بشاعر¼ بالتأكيد المستحسن, وفي المنكر: ½والله ما زيد بشاعر¼ بالتأكيد الواجب (ثم الإسناد) إنشائيًّا كان أو خبريًّا (منه) ما هو (حقيقة عقليّة وهي إسناد الفعل أو) إسناد (معناه) أي: معنى الفعل كالمصدر واسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة والظرف المستقر (إلى ما) أي: إلى شيء (هو) أي: ذلك الفعل أو معناه (له) أي: لذلك الشيء بأن يكون قائمًا به, ولا يجب أن يكون الفعل أو معناه له في الواقع بل يكفي كونه له (عند المتكلم) ولا يجب أيضًا كونه له في اعتقاد المتكلم بل يكفي كونه له عنده (في الظاهر) أي: في ظاهر حاله بأن لا ينصب قرينة على أنّ ما أَسْنَدَ إليه الفعلَ أو معناه غيرُ ما هو له, فأقسام الحقيقة العقليّة أربعة الأوّل ما يطابق الواقع والاعتقاد كليهما (كقول المؤمن ½أنبت الله البقل¼ و) الثاني ما يطابق الاعتقاد لا الواقع كـ(قول الجاهلِ) بالله المعتقدِ نسبةَ التأثير إلى الزمان (½أنبت الربيع البقل¼) والثالث عكس الثاني كقول المعتزلي المستورِ الحالِ: ½خلق الله أفعالَ العبدِ الاختياريّةَ¼, لم يذكره لقلّة وجوده (و) الرابع عكس الأوّل كـ(قولك ½جاء زيد¼ وأنت تعلم أنه لم يجئ) ولا يعلم ذلك المخاطَبُ (ومنه) أي: من الإسناد ما هو (مجاز عقليّ وهو إسناده) أي: إسناد الفعل أو معناه (إلى ملابِسٍ له) أي: متعلِّقٍ للفعل أو معناه (غيرِ ما) أي: مُغائرٍ لشيء (هو) أي: الفعل أو معناه (له) أي: لذلك الشيء, كإسناد المبنيّ للفاعل إلى المفعولِ والمصدرِ والزمانِ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229