عنوان الكتاب: تيسير مصطلح الحديث

المبحث الأول في الراوي وشروط قبوله

مقدمة تمهيدية:

بما أن حديث رسول الله صلی الله عليه وسلم يصلنا عن طريق الرواة، فهم الركيزة الأولی في معرفة صحة الحديث أو عدم صحته، لذلك اهتم علماء الحديث بالرواة، وشرطوا لقبول روايتهم شروطا دقيقة محكمة تدل على بعد نظرهم وسداد تفكيرهم، وجودة طريقتهم.

وهذه الشروط التي اشترطوها في الراوي، والشروط الأخرى التي اشترطوها لقبول الحديث والأخبار، لم تتوصل إليها أي ملة من الملل حتى في هذا العصر الذي يصفه أصحابه بالمنهجية والدقة، فإنهم لم يشترطوا في نقلة الأخبار الشروط التي اشترطها علماء المصطلح في الراوي، بل ولا أقل منها، فكثير من الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء الرسمية لا يوثق بها ولا يركن إلى صدقها. وذلك بسبب رواتها المجهولين"وما آفة الأخبار إلا رواتها" وكثيرا ما يظهر عدم صحة تلك الأخبار بعد قليل.

١    شروط قبول الراوي:

أجمع الجماهير من أئمة الحديث والفقه أنه يشترط في الراوي شرطان أساسيان هما:

أ العدالة: ويعنون بها أن يكون الراوي مسلماً، بالغاً، عاقلاً، سليماً من أسباب الفسق، سليماً من خوارم المروءة.

ب الضبط: ويعنون به أن يكون الراوي غير مخالف للثقات، ولا سيء الحفظ، ولا فاحش الغلط، ولا مغفلا، ولا كثير الأوهام.

٢    بم تثبت العدالة؟ تثبت العدالة بأحد أمرين.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

194