عنوان الكتاب: تيسير مصطلح الحديث

٤ مراتبه:

كما أن للصحيح مراتب يتفاوت بها بعض الصحيح عن بعض كذلك فان للحسن مراتب، وقد جعلها الذهبي مرتبتين فقال:

أ فأعلى مراتبه: بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وعمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، وابن اسحق عن التيمي، وأمثال ذلك مما قيل: إنه صحيح، وهو من أدنی مراتب الصحيح.

ب ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه: كحديث الحارث بن عبد الله، وعاصم بن ضمرة، وحجاج ابن أرطاة ونحوهم.

٥    مرتبة قولهم:  ½حديث صحيح الإسناد¼  أو  ½ حسن الإسناد ¼:

أ قول المحدثين: ½هذا حديث صحيح الإسناد¼ دون قولهم: ½هذا حديث صحيح¼.

ب وكذلك قولهم: ½هذا حديث حسن الإسناد¼ دون قولهم: ½هذا حديث حسن¼.

لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة، فكأن المحدث إذا قال: ½هذا حديث صحيح¼ قد تكفل لنا بتوفر شروط الصحة الخمسة في هذا الحديث أما إذا قال: ½هذا حديث صحيح الإسناد¼ فقد تكفل لنا بتوفر شروط ثلاثة من شروط الصحة وهي: اتصال الإسناد وعدالة الرواة وضبطهم، أمّا نفي الشذوذ ونفى العلة عنه فلم يتكفل بهما؛ لأنه لم يتثبت منهما.

لكن لو اقتصر حافظ معتمد على قوله: ½هذا حديث صحيح الإسناد¼ ولم يذكر له علة، فالظاهر صحة المتن؛ لأن الأصل عدم العلة وعدم الشذوذ.

٦    معنى قول الترمذي وغيره:  ½ حديث حسن صحيح ¼.

إن ظاهر هذه العبارة مشكل؛ لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح، فكيف يجمع بينهما مع تفاوت مرتبتهما؟ ولقد أجاب العلماء عن مقصود الترمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر، وارتضاه السيوطي, وملخصه ما يلي:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

194