عنوان الكتاب: تيسير مصطلح الحديث

أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخه¼.

 وأشهر المبرزين فيه هو الإمام الشافعي، فقد كانت له فيه اليد الطولى والسابقة الأولى. قال الإمام أحمد لابن وارة _وقد قدم من مصر_ كتبت كتب الشافعي؟ قال: لا. قال: فَرطت. ما علمنا المجمل من المفسر ولا ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي.

٣    بم يعرف الناسخ من المنسوخ؟

يعرف ناسخ الحديث من منسوخه بأحد هذه الأمور:

أ بتصريح رسول الله صلی الله عليه وسلم: كحديث بريدة في صحيح مسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة.

ب بقول صحابي: كقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار. أخرجه أصحاب السنن.

ج بمعرفة التاريخ: كحديث شداد بن أوس: أفطر الحاجم والمحجوم[1]. نسخ بحديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم[2]. فقد جاء في بعض طرق حديث شداد أن ذلك كان زمن الفتح وأن ابن عباس صحبه في حجة الوداع.

د بدلالة الإجماع: كحديث من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه[3].

قال النووي: ½دل الإجماع  على نسخه¼.

والإجماع لا ينسخ ولا ينسخ، ولكن يدل على ناسخ.


 



[1]    رواه أبو داود.

[2]      أخرجه مسلم.

[3]      رواه أبو داود والترمذي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

194