عنوان الكتاب: تيسير مصطلح الحديث

٣    المنقطع عند المتأخرين من أهل الحديث:

هو ما لم يتصل إسناده مما لا يشمله اسم المرسل أو المعلق أو المعضل. فكأنّ المنقطع اسم عام لكل انقطاع في السند ما عدا صورا ثلاثا من صور الانقطاع وهي: حذف أول الإسناد أو حذف آخره أو حذف اثنين متواليين من أي مكان كان. وهذا هو الذي مشی عليه الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها[1].

ثم إنه قد يكون الانقطاع في مكان واحد من الإسناد، وقد يكون في أكثر من مكان واحد، كأن يكون الانقطاع في مكانين أو ثلاثة مثلاً.

٤    مثاله:

ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن أبي اسحق عن زيد بن يثيع عن حذيفة مرفوعا: إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين[2].

فقد سقط من هذا الإسناد رجل من وسطه وهو "شريك" سقط من بين الثوري وأبي اسحق، إذ أن الثوري لم يسمع الحديث من أبي اسحق مباشرة وإنما سمعه من شريك، وشريك سمعه من أبي اسحق.

فهذا الانقطاع لا ينطبق عليه اسم المرسل ولا المعلق ولا المعضل فهو منقطع.

٥    حكمه:

المنقطع ضعيف بالاتفاق بين العلماء، وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف.


 



[1]    النخبة وشرحها له, ص٤٤.

[2]      أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث, ص٣٦، وأخرجه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بمعناه. أنظر مجمع الزوائد, ج٥, ص١٧٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

194