عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ثناء العلماء عليه:

إنّ العلاّمة التفتازاني رحمه الله كانت له مكانة عالية فيما بين العلماء الكبار حتّى أنهم قد أثنوا عليه خيراً أو وصفوه بالفضائل والكمالات, قال العلاّمة ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة": مسعود بن عمر التفتازاني العلاّمة الكبير, وبعد إيراد تصانيفه قال: وله غير ذلك من التصانيف في أنواع العلوم الذي تنافس الأئمّة في تحصيلها والاعتناء بها, وكان قد انتهت إليه معرفة علوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بسائر الأمصار, لم يكن له نظير في معرفة هذه العلوم ولم يخلف بعده مثله.

وقال ابن خلدون في مقدّمته: ولقد وقفت بـ"مصر" على تآليف متعدّدة لرجل من عظماء "هراة" يشهر بـ"سعد الدين التفتازاني", منها في علم الكلام وأصول الفقه والبيان, تشهد بأنّ له ملكة راسخة في هذه العلوم, وفي أثنائها ما يدلّ على أنّ له اطّلاعاً على العلوم الحكمية وقدماً عالية في سائر الفنون العقلية.

وقال العلاّمة الكفوي: كان التفتازاني من كِبار علماء الشافعية ومع ذلك له آثار جليلة في أصول الحنفية, وكان من محاسن الزمان لم تر العيون مثله في الأعلام والأعيان, وهو الأستاذ على الإطلاق والمشار إليه بالأشقاق, والمشهور في ظهور الآفاق والمذكور في بطون الأوراق, اشتهرت تصانيفه في الأرض وأتت بالطول والعرض, حتّى أنّ السيّد الشريف في مبادي التأليف وأثناء التصنيف كان يغوص في بحار تحقيقه وتحريره ويلتقط الدرر من تدقيقه وتسطيره ويعترف برفعة شأنه وجلالته وقدر فضله وعلوّ مقامه. "الفوائد البهية".

وقال العلاّمة جلال الدين السيوطي في "بغية الوعاة": الشيخ سعد الدين التفتازاني الإمام العلاّمة عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرها, تقدّم في الفنون واشتهر ذكره وطار صِيتُه وانتفع الناس بتصانيفه وكان في لسانه لكنة, وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق.

وفاته:

اختلف العلماء في تاريخ وفاته اختلافاً بيّناً, فبعضهم قالوا: إنه توفّي سنة اثنتين وتسعين وسبع مائة من الهجرة, واختاره العلاّمةُ ابن حجر العسقلاني والعلاّمةُ عبد العزيز الفرهاروي, وبعضهم قالوا: إنه توفّي سنة إحدى وتسعين وسبع مائة من الهجرة, وذهب إليه العلاّمةُ السيوطي والشيخُ علاؤ الدين وغيرُهما.

المصادر والمراجع:

"كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" ج٢, "مفتاح السعادة" ج١, "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" ج٤, "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة", و"الفوائد البهية في تراجم الحنفية", "الأعلام", "شذرات الذهب" ج٦, "مقدّمة ابن خلدون" ج٣, "هدية العارفين", "النبراس".


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400