عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

وبه تبيّن[1] أنْ لا خلاف بين صاحب "الكشّاف" وصاحب "المفتاح" والمصنّف على ما توهّمه القوم, واستدلّ العلاّمة[2] في شرح "المفتاح" على أنه عطف بيان لا وصف بأنّ معنى قولهم: الصفة تابع يدلّ على معنى في متبوعه أنه تابع ذكر ليدلّ على معنى في متبوعه على ما نقل عن ابن الحاجب, ولم يُذكَر[3] اثنين و واحد للدلالة على الاثنَينيّة والوحدة اللتَين في متبوعهما ليكونا وصفَين بل ذُكِرا للدلالة على أنّ القصد في متبوعهما إلى أحد جزئَيه أعني التثنية والوحدة دون الجزء الآخر أعني الجنسيّة فكلّ منهما تابع غير صفة يوضح متبوعه فيكون عطف بيان لا صفة, وأقول[4]: إن أريد أنه لم يذكر إلاّ ليدلّ على


 



[1] قوله: [وبه تبيّن إلخ] أي: وبهذا التقرير تبيّن أنْ لا خلاف إلخ. قوله على ما توهّمه القوم من أنه يشير "الإيضاح" إلى أنه صفة و"المفتاح" إلى أنه عطف بيان و"الكشّاف" إلى أنه تأكيد, فهذا متعلِّق بالمنفيّ أي: الخلاف, والحاصل أنّ ثلاثتهم متّفقون على أنّ اثنين وواحد وصفان صِناعيّان جيء بهما للإيضاح والتفسير, وليس بعطف بيان ولا بتأكيد لعدم صدق تعريفهما عليه.

[2] قوله: [واستدلّ العلاّمة] أي: قطب الدين الشيرازيّ. قوله على أنه أي: على أنّ كلاًّ من اثنَين وواحد. قوله بأنّ معنى إلخ تصوير للاستدلال. قوله ذُكِر ليدلّ إلخ إنّما زاده لإخراج البدل في مثل أعجبني زيد علمه وعطف البيان في مثل جاءني زيد صديقك والمعطوف في مثل أعجبني زيد وعلمه فإنّ جميع ذلك دالّ على معنى في متبوعه لكن لم يُذكَر للدلالة عليه بل لأمر آخر.

[3] قوله: [ولم يُذكَر إلخ] وحاصل الاستدلال أنه لا يصدق تعريف الصفة على شيء من اثنين وواحد في الآية فلا يكون وصفاً صِناعيًّا, ويصدق تعريف عطف بيان فيكون عطف بيان. قوله في متبوعهما وهما إلهَين وإله. قوله أعني التثنية والوحدة الأوّل في المتبوع الأوّل والثاني في الثاني.

[4] قوله: [وأقول إلخ] ردّ على استدلال العلاّمة, وحاصله أنه إن أراد بقوله ذُكِر ليدلّ إلخ أنّ الصفة لا تُذكَر إلاّ للدلالة على معنى في متبوعها لا غير فهو باطل لأنه لا يصدق حينئذ تعريف الصفة على صفةٍ مّا لأنها مع دلالتها عليه تكون لتخصيص أو تأكيد أو مدح أو ذمّ أو ترحّم, وإن أراد به أنّ الصفة تُذكَر للدلالة على معنى في متبوعها ويكون الغرض من دلالتها عليه شيئاً آخَر كالتخصيص ونحوه فهو صحيح لكنه لا ينافي كون اثنَين وواحد وصفَين لأنه يجوز أن يكون ذكرهما للدلالة على الاثنَينيّة والوحدة ويكون الغرض من الدلالة عليهما بيانَ المقصود وتفسيرَه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400