عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

عليه مسائله كمعرفة حدّه وغايته وموضوعه, و مقدّمة الكتاب [1] لطائفة من كلامه قُدّمت أمام المقصود لارتباطٍ له بها وانتفاعٍ بها فيه سواء توقّف عليها أم لا, ولعدَم[2] فرق البعض بين مقدِّمة العلم ومقدِّمة الكتاب أشكل عليهم أمران احتاجوا في التفصّي عنهما إلى تكلّف أحدهما[3] بيان توقّف مسائل العلوم الثلاثة على ما ذكر في هذه المقدّمة, وقد ذكره صاحب "المفتاح" في آخر المعاني والبيان, والثاني[4] ما وقع في بعض الكتب من أنّ المقدِّمة في بيان حدّ العلم والغرض منه وموضوعه زعماً منهم[5] أنّ هذا عين المقدّمة,


 



[1] قوله: [ومقدِّمة الكتاب إلخ] أي: ويقال مقدِّمة الكتاب لقطعة من كلام الكتاب إلخ. قوله لارتباطٍ له بها أي: لارتباط للمقصود بتلك الطائفة. قوله وانتفاعٍ بها فيه أي: وانتفاعٍ بتلك الطائفة في المقصود. قوله سواء توقّف إلخ أي: سواء توقّف المقصود على تلك الطائفة أم لا.

[2] قوله: [ولعدَم إلخ] هذا هو الباعث على فرق الشارح بين المقدِّمتين, حاصله أنّ من لا يقول بالفرق بين المقدِّمتين أشكل عليهم الأمران واحتاجوا في دفعهما إلى التكلّف المستغنى عنه بالفرق بين المقدِّمتين.

[3] قوله: [أحدهما إلخ] حاصله أنه لو لم يثبت إلاّ مقدِّمة العلم فما ذكر في المقدِّمة ههنا من تعريف الفصاحة والبلاغة وما يتّصل به إن كان ممّا يتوقّف عليه الشروع في العلوم الثلاثة فلم أورده السكّاكي في آخر المعاني والبيان وإن لم يتوقّف عليه الشروع في العلم لم يصحّ إطلاق المقدِّمة عليه, وحاصل التكلّف الذي احتاجوا إليه في التفصّي عن هذا أنّ المراد بالشروع الموقوف على الأمور الثلاثة المذكورة هو الشروع على وجه البصيرة لا الشروع مطلقاً فلا يرد الإشكال.

[4] قوله: [والثاني إلخ] حاصله أنه قد وقع في أوائل بعض الكتب قولهم: مقدِّمة في تعريف العلم وغايته وموضوعه وهذه الأمور عين مقدِّمة العلم فلو لم يثبت إلاّ مقدِّمة العلم للزم كون الشيء ظرفاً لنفسه, وحاصل التكلّف الذي احتاجوا إليه في التفصّي عن هذا أنّ في ههنا تجريديّة, وأمّا على القول بالفرق بين المقدِّمتين كما ذهب إليه الشارح فلا يشكل شيء لأنّ المقدِّمة المذكورة ههنا هي مقدِّمة الكتاب فلا يجب تقديمها على العلم, ولمّا كان مقدِّمة الكتاب عبارة عن الألفاظ ومقدِّمة العلم عبارة عن المعاني لم يلزم ظرفيّة الشيء لنفسه في قولهم المقدِّمة في بيان حدّ العلم إلخ.

[5] قوله: [زعماً منهم إلخ] علّة لقوله أشكل أي: أشكل عليهم الأمران لزعمهم أنّ بيان حدّ العلم والغرض منه وموضوعه عين المقدِّمة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400