عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

أَخـا سِـفــارٍ طـالَ واسْـبَـطَـرّا

 

حتَّى انْـثَـنَى مُحْقَوْقِفاً مُصْفَرّا [1]

مِـثْـلَ هِلالِ الأُفُـقِ حِيـنَ افْـتَـرّا

 

وقـد عَـرا فِـنـاءَكُـمْ مُـعْــتَـرّا [2]

وأمَّــكُــمْ دونَ الأنــــام طُــــرّا

 

يَبْـغِي قِرًى مِنْـكُمْ ومُستَـقَـرّا [3]


 

 



[1] قوله: [أَخا سِفارٍ طالَ واسْبَطَرّا...إلخ] ½السفار¼ المسافرة من بلد إلى بلد, ½أخا سفار¼ صاحب أسفار, أي: ملازم لها, و½اسبطرّ¼ امتدّ وطال سفره, وفاعله ½السفار¼, و½حتّى¼ غاية لطول الأسفار, و½انثنى¼ رجع وعاد, و½محقوقفاً¼ منحنياً, أي: منحن معوّج من شدة هُزاله لِمُزاولة الأسفار البعيدة الشاقّة, وفي الحديث: ½إذا ظبي حاقف في ظلّ¼ أي: واقف قد انحنى رأسه بين يديه إلى رجليه, وكلّ منحن فهو محقوقف, ويقال للهلال: مُحْقَوقِف إذا لم يستـتمّ استدارته. (الشريشي, مغاني)

[2] قوله: [مِثْلَ هِلالِ الأُفقِ حِينَ افْتَرّا...إلخ] ½الأفق¼ ناحية السماء, ½افترّ¼ أي: ظهر, و½افتر¼ أيضاً ابتسم, و½افترّ البرق¼ أي: تلألأ, شبّه انحناءَه من السفر بدائرة القمر الناقص, وأكثر ما يوقعون هذا التشبيه على الانحناء من الكِبَر, و½عراكم¼ أي: أتاكم, و½فناءكم¼ أي: منزلكم, و½فناء الدار¼ ما أحاط بها من الأرض فحمتْه, و½معترًّا¼ قاصداً لطلب معروفكم, و½المعتر¼ الذي يتعرّض للمسألة ولا يسأل, وقيل: هو الذي يعرّض ولا يصرّح, ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ[الحج:٣٦]. (الشريشي, مغاني)

[3] قوله: [وأمَّكُمْ دونَ الأنام طُرّا...إلخ] ½أمّكم¼ أي: قصدكم, و½طُرّا¼ أي: جميعاً, و½مررتُ بهم طُرّاً¼ أَي: جميعاً, وهو منصوب على المصدر أَو الحال, وقال سيبويه: ولا تستعمل إِلا حالاً, و½يبغي¼ يطلب, و½القِرَى¼ الضيافة, و½يبغي قرًى¼ يطلب طعاماً, و½المستقر¼ موضع القرار, و½دون¼ ظرف مكان مِثْل ½عند¼ لكنه ينبئ عن دنوّ أي: قُرب كثير, وهو هنا حال مِن الضمير المنصوب محلاًّ, أي: قصدكم حال كونكم أقرب الأنام إما محلاً أو معروفاً, ويحتمل أن يكون بمعنى ½غير¼ فإنها تأتي بمعنى ½غير¼, ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ[الأعراف:٣], ففيها اشتقاق, ولكنّ الأول أقرب. (مغاني, الجوهرية)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132