عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

القتاد [1], وتناسَينا الأقتاد، واستطَبنا الحَين المجتاح [2], واستَبْطأنا اليومَ المُتاحَ, فهل مِن حُرٍّ آسٍ [3], أو سمْحٍ مُؤاسٍ؟ فوَالّذي استَخْرَجَني من قَيلَة [4], لقَد أمْسَيتُ أخا عَيْلَة, لا أمْلِكُ بيْتَ ليْلَة, قال الحارِثُ بنُ همّامٍ: فأوَيْتُ لِمَفاقِرِه [5], ولوَيْتُ إلى استِنْباطِ فِقَرِهِ, 


 



[1] قوله: [استوطأنا القتاد...إلخ] ½استوطأنا¼ وجدناه وطيئًا, استفعل بمعنى فعَل, و½القتاد¼ شجر له شَوك أمثال الإبر, و½الأقتاد¼ جمع القَتَد وهو خشَب الرَّحْل, والرحل للإبل مثل السَّرْج للفرَس, يريد أنهم تعوّدوا المَشْي حُفاةً ورَجّالَة ونسوا ركوب المَطايا لِبُعد عهدهم بها, ورجعوا الآن يمشون على الشَّوك فيجدونه وطيئًا. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [استطَبنا الحَين المجتاح...إلخ] ½استطبنا¼ أي: وجدنا طيّباً, ½الحَين¼ الموت, و½المجتاح¼ المهلك, يقال: ½اجتاح الشيء¼ أي: استأصله, يريد به المُستأصِل للأموال, و½استبطأنا¼ وجدناه بطيئاً, و½المتاح¼ هو المقدّر, والمراد اليوم المقدّر فيه الموت, يريد: أنّهم ربما تمنّوا الموت لشدّة ما لاقوه من الشدائد ووجدوا يوم المقدر فيه الموت أبطأ عليهم. (مغاني, الشريشي بزيادة)

[3] قوله: [فهل مِن حُرٍّ آسٍ...إلخ] ½حر¼ كريم, ½آس¼ أي: طبيب يطبّ علّة الفقر, والجمع الأساة, وآسى المريضَ داواه, و½سمح¼ جَواد, و½المواس¼ المُعِين, أي: مشارك في الحزن, و½المواساة¼ المشاركة, و½آساه¼ شاركه فيما هو فيه, يقول: هل من أحد يعينني في دفع هذه الأحوال المذكورة ويشاركني في حزني. (المصباحي)

[4] قوله: [فوَالّذي استَخْرَجَني من قَيلَة...إلخ] ½فوالذي¼ الواو فيه للقسم, وأراد بالموصول اللهَ جَلّ شأنُه, و½قيلة¼ قبيلة من قبائل العرب, سميت باسم أمّها, قيل: هي أمّ الأنصار بنت الأرقم الغسانية, وقال أبو علي: هي أمّ الأوس والخزرج, وقوله: ½أخا عَيلة¼ أي: صاحب فقر وفاقة, قال الله تعالى: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ[التوبة:٢٨], و½بِيت ليلة¼ أي: قوت ليلة, يقول: أقسم بالله الذي أخرجني من قبيلتي أمسيت صاحب الفقر والفاقة وما عندي قوت ليلة. (مغاني, الرازي بزيادة)

[5] قوله: [فأوَيْتُ لِمَفاقِرِه..إلخ] ½أويت¼ أي: رحمته ورققت له من سوء ما نزل به, و½المفاقر¼ وجوه الفقر, لا واحد لها, يقال: ½سدّ الله مفاقره¼ أي: أغناه وسدّ وجوه فقره, وقال المبرد: المفاقر جمع فقر على غير قياس مثل عيب ومعايب, و½لويت¼ مُلتُ وعجبت, و½لوى الرجل رأسه¼ أي: أماله, و½الاستنباط¼ الاستخراج, و½الفقرة¼ وهي في الأصل حلي يصاغ على شَكْل فِقَر الظَّهْر, وجمعها فِقَر, ثمّ استعيرت لأجوَد بيت في القصيدة, ويراد بها الحِكَم والكلمات المستحسنة. (مغاني)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132