عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

أيها الإخوة! لا تنسوا أنّ النّاس يتجنّبون الاقترابَ من القاس والغليظ ويكرهون التحدّث إليه، فكلّ مَنِ اتَّصفَ بذلك قد انحرف وحاد عن الطبع والمزاج السليم، فلا يُنظر إليه باحترامٍ في المجتمَع بل يقال عنه وراء ظهره على سبيل المثال: اِحذر فلانًا وابْتعِدْ عنه فإنّه عصبي المزاج، يهين الآخرينَ أمامَ الجميع، إنّه مكفهر الوجه طوال الوقت، ينزعج منه أفراد أسرته أيضًا بسبب غضبه وهلمّ جرًّا، فكّروا! أليس لدى النّاس هذه المشاعر عنّا أيضًا؟

ألَا نزعج الآخرين بالغلظةِ والقسوةِ عليهم بلا سببٍ؟ وهل أطفالنا محرومون أيضًا مِن عطفنا وحبّنا؟ وإذا كان الأمر كذلك فحاوِلُوا أنْ تزرعوا الرفقَ والشفقةَ في مزاجكم مِنَ الآن، فإنّ مَنْ رفق بالنّاس ولانَ لهم ازدادَتْ كرامتُه، كما يقول المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: إنّ الله سبحانه وتعالى يجعل الرفقَ في نفوسِ مَنْ يكرمُهم فيرفقون بالنَاس فتزداد كرامتُهم، وأمّا الّذين يغضَب عليهم الربُّ تعالى يحرمهم من لين القلوب ورقّتها، فتقسو قلوبُهم فيعامِلون النّاس بغلظةٍ[1].

تذكروا! أنّ الرفق صفةٌ حسنةٌ وخلقٌ كريمٌ للغاية، يحثّ الإنسانَ على الرحمة، ويمنعه ​​مِنَ الاضطهاد، وينقذه مِنَ الغطرسة والترفّع على


 

 



[1] "مرآة المناجيح"، ۶/۶۵۴، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25