عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

فقال: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَتَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ مَا أَسْمَعُ وَتَصْنَعُ بِهِ مَا أَرَى! فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَوْلَا مَا أُحَاذِرُ قُوَّتَهُ لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي رَأْسَكَ وَرَسُولُ اللهِ يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه- فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَبَسَّمَ.

ثُمَّ قَالَ: «يَا عُمَرُ! أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ! اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاعْطِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ».

فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ يَا عُمَرُ؟!

قال: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا نَقِمْتُكَ.

قلتُ: أَتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟

قال: لا، مَنْ أنت؟

قلتُ: زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ.

قال: الحبر؟

قلتُ: الحبر.

قال: فَمَا دَعَاكَ أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللهِ مَا فَعَلْتَ؟

وَقُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ؟

قلتُ له: يَا عُمَرُ! لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَيْنِ لَمْ أخبرهما منه، هَلْ يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا تَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25