عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَأُشْهِدُكَ، أنّ شَطْرَ مَالِي -فَإِنِّي أَكْثَرُهُمْ مَالًا- صَدَقَةً على أُمَّةِ مُحَمَّدٍ [1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

أيها الأحبّة! هذه قصّة جميلة وحكاية مِن مواقع الصحابة رضي الله تعالى عنهم في بدايات انتشار الإسلام، ولقد سمعتُم كيف أنّ سيّدنا النّبيّ كان رفيقًا لطيفًا، يسامح مَنْ أساء إليه، وكان هذا هو السبب الّذي جعل حبرَ اليهود لا يستطيع البقاء دون أنْ يتأثّر بشخصيّة سيّدنا النبيِّ ، فإنّه قد اعتنق الإسلام ناطقًا الشهادتين، ولذا عليكم أنْ تحاولوا أنْ تتحلّوا بالرفق واللّين متّبعين سنّة سيّدنا النّبيّ ، وتعلموا أنْ تغفروا للنّاس أخطاءهم مهما أغضبكم أحدهم، واحرصوا دائمًا على حفظ اللسان وضبطه، ففيه خيرَي الدنيا والآخرة.

أيها الإخوة! يمكن تقدير أهمّيّة الرفق واللّين مِنْ خلال فهم حقيقةٍ أخرى هامّة، وهي أنّ الله تعالى عندما أرسل كليمه سيدنا موسى عليه السلام إلى فرعون ليدعوه إلى الإيمان أمره أنْ يتكلّم معه بأسلوبٍ ليّنٍ مع الرفق، كما قال الله تعالى: ﴿ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ٤٣ فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أوۡ يَخۡشَىٰ ٤٤] طه: ۴۴[.


 

 



[1] "المستدرك على الصحيحين"، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر إسلام زيد بن سعنة...إلخ، ۴/۷۹۳-۷۹۴، و"دلائل النبوة" للبيهقي، ۱/۲۳، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25