عنوان الكتاب: عقاب الظلم

بخبر التفاحة فقالت له: إنّ هذا البستان نصفه لي ونصفه للسلطان، والسلطان يومئذ بـ"بلخ" وهي على مسيرة عشرة من "بخارى"، وأحلته المرأة من نصفها ، وذهب إلى "بلخ" فاعترض السلطان في موكبه فأخبره الخبر واستحله[1]. أيّها الإخوة ! في هذه الحكاية عبرة وموعظة لمن يقطعون الطرق ويأخذون الأموال بغير إذن أصحابها فليعلموا أنّ الله يعاقب في الآخرة باستعمال أيّ شيء يسير بغير إذن صاحبه فكيف حال من أخذ الكثير ؟! نقل العلامة عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في "تنبيه المغترين": كان وهب بن منبه رحمه الله تعالى يقول: تاب شاب من بني إسرائيل عن جميع المعاصي ثمّ صار يتعبد ، فعبد الله سبعين سنة لا يفطر ولا ينام ولا يستظل بظلّ ولا يأكل سميناً فلمّا مات رآه بعض إخوانه في المنام فقال له: ماذا فعل الله بك؟ قال: حاسبني ثمّ غفر لي كلّ ذنب إلاّ عودًا خلّلت به أسناني بغير إذن صاحبه فأنا محبوس عن الجنّة بسببه إلى وقتي هذا[2].


 



[1] "رحلة ابن بطوطة"، الجزء الأوّل، صـ٣٤، [المكتبة الشاملة].

[2] ذكره العلامة عبد الوهاب الشعراني (ت ٩٧٣هـ) في "تنبيه المغترين"، الباب الأوّل: من أخلاق السلف الصالح، صـ٥١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36