عنوان الكتاب: عقاب الظلم

قد نقل سيّدنا الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في "إحياء العلوم": ((من ادّان ديناً وهو ينوي قضاءه وكّل الله به ملائكة يحفظونه ويدعون له حتّى يقضيه))[1]. وقال الإمام الغزالي: لو أخّر القادر على أداء دينه عن الدائن بغير إذنه كان آثماً ، وصار ظالماً وكتبت له سيّئة وكانت عليه لعنة الله تعالى حتّى يوفّي دينه ، ولو كانت عنده بضاعة يمكنه الوفاء من ثمنها فيجب عليه أن يبيعها في الدين الذي عليه ويؤديه وإلاّ يأثم ، وإن ردّ الدين إلى صاحبه بشيء لا يحبّه كان آثماً ولا يحصل الخلاص من ذلك الذنب ما لم يرضه؛ وإنّ ارتكابه ذلك مما يزيد في الآثام والذنوب فهو كبيرة من أعظم الكبائر ويغفل عنه كثير من الناس[2].

أيّها المسلمون! من المؤسف أنّ بعض الناس لا يؤدّي دينه بعد حلوله مع الاستطاعة ويمتنع عن أداء الدين بعد طلبه مع أنّ مقتضى الغيرة: حسن القضاء مع الإحسان وذلك بأن


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين"، كتاب آداب الكسب والمعاش، الباب الرابع في الإحسان في المعاملة، ٢/١٠٤.

[2] ذكره الغزالي في "كيمياء السعادة"، ١/٣٣٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36