عنوان الكتاب: عقاب الظلم

أيّها المسلمون! أرأيتم كيف كان سيّدنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يحثّ النّاس على التسامح والتحبب والإحسان ويحذرهم من الجور والظلم فيجب على المسلم أن لا يقلد الناس في إحسانهم وظلمهم ولا يقتفي أثرهم وقد كان السلف الصالح يرعون حقوق المسلمين ويحفظون مصالحهم ويحترزون من هتك الحرمات وارتكاب المظالم والموبقات.

فقد روي أنّ ابن المبارك رضي الله عنه كان بالشام يكتب الحديث فكسر قلمه فاستعار فلما فرغ من الكتابة نسي فجعل القلم في مقلمة فلما رجع إلى بلده ووصله فرأى القلم وعرفه فتجهز بالقدوم إلى الشام لردّ القلم[1].

واعلموا أنّ المستعير يجب عليه أن يرد المستعار إلى المعير ولا يطيل مقامه عنده من غير حاجة ولا يعريه إلاّ إذا علم رضى صاحبه وأما من أخذ أموال الناس بغير حق أو وقع في أعراضهم أو استخدم الأشياء بغير إذن أصحابها خسر الدنيا والآخرة وجرى على سبيل الظلم والمحرمات فينبغي عليه أن


 



[1] "تذكرة الواعظين"، في إظهار أكل الحلال، صـ٢٤٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36