عنوان الكتاب: نماذج من حلم النبي صلى الله عليه وسلم

أيها الأحبة الكرام! كلّ واحد منّا يتمنّى الخير والنّجاح في الدّنيا والآخرة، ولذا يجب علينا اتّباع سيّدنا الحبيب المصطفى في كلّ أمرٍ، فإنّ أقواله وأفعاله وأخلاقه وعاداته الشريفة وكلّ صفة من صفاته هي طوق نجاتنا، واليوم سوف نسمع عن خلق عظيم مِن أخلاق سيدنا النبي ، ألَا وهو الحِلْم، فما هو الحِلْم؟ وما تعريفه؟ وما هي أهمّيّته؟

هيّا بنا أوّلًا لنستمع إلى قصّة إيمانيّة حول حِلْم المصطفى :

قصّة إيمانيّة عن حِلم النبي

عن أمّ المؤمنين سيّدتنا عائشة الصدّيقة رضي الله تعالى عنها قالت: ابْتَاعَ رَسُولُ اللهِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ جَزُورًا -أَوْ جَزَائِرَ- بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخِرَةِ، -وَتَمْرُ الذَّخِرَةِ العَجْوَةُ- فَرَجَعَ بِهِ رَسُولُ اللهِ إلى بَيْتِهِ فَالتَمَسَ لَهُ التَّمْرَ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ فقال له: «يا عَبْدَ اللهِ! إِنَّا قد ابتَعْنَا مِنْكَ جَزُورًا -أَوْ جَزَائِرَ - بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرِ الذَّخْرَةِ، فَالْتَمَسْنَاهُ، فَلَمْ نَجِدْهُ».

فقال الأعرابي: وا غَدْرَاهُ.

فَنَهَمَهُ النَّاسُ وقالوا: قَاتَلَكَ اللهُ، أَيَغْدِرُ رَسُولُ اللهِ ؟

فقال رسولُ الله : «دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا».

فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَآهُ لَا يَفْقَهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: «اِذْهَبْ إِلَى خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَقُلْ


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30