عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

وَكَانَ لسيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه خَيْطٌ فِيهِ أَلْفَا عُقْدَةٍ، فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ[1].

وَكَانَ سيدنا خَالِدُ بْنُ مِعْدَانَ رحمه الله تعالى يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعِينَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ، سِوَى مَا يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَلَمَّا مَاتَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ لِيُغْسَلَ، فَجَعَلَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يُحَرِّكُهَا بِالتَّسْبِيحِ[2].

وَقِيلَ لسيدنا عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ رحمه الله تعالى: مَا نَرَى لِسَانَكَ يَفْتُرُ، فَكَمْ تُسَبّحُ كُلَّ يَوْمٍ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ، إِلَّا أَنْ تُخْطِئَ الْأَصَابِعُ، يَعْنِي: أَنَّهُ يَعُدُّ ذَلِكَ بِأَصَابِعِهِ[3].

قال سيدنا جعفرُ بْن نصير رحمه الله تعالى: سمعت الجريري رحمه الله تعالى يَقُول: كَانَ مِن بَين أَصْحَابنا رجل يكثر أَن يَقُول: الله الله، فوقع يومًا عَلَى رأسه جذع فانشج (جرح) رأسه وسقط الدم، فاكتُتب عَلَى الأَرض: الله الله[4]، نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يوفّقنا وإيّاكم لإكثار من ذكره، آمين ياربّ العالمين.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "حلية الأولياء"، أبو هريرة، ١/٤٦٨، (١٣٢٩).

[2] "حلية الأولياء"، خالد بن معدان، ٥/٢٣٨، (٦٩٥٦)، بتصرف.

[3] "جامع العلوم والحكم"، ٢/٥١٧.

[4] "الرسالة القشيرية"، باب الذكر، ص ٢٦٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27