ونحوه، وعلاجه صعب، انتهى. فقد ظهر لك أنّ جمود المفتي أو القاضي على ظاهر المنقول مع ترك العُرف والقرائن الواضحة والجهل بأحوال الناس، يلزم منه تضييع حقوق كثيرة وظلم خلق كثيرين) اﻫ.
أقول: ومن ذلك إفتاء السيّد بنقل انقاض مسجدٍ خرب ما حوله واستغنى عنه إلى مسجد آخر، قال في ردّ المحتار[1]: (وقد وقعت حادثة سُئلتُ عنها في أمير أراد أن ينقل بعض أحجار مسجدٍ خراب في سفح قاسيون بـدمشق[2] ليبلط بها صحن الجامع الأموي، فأفتيتُ بعدم الجواز متابعةً للشرنبلالي[3]، ثمّ بلغني أنّ بعض المتغلبين أخذَ تلك الأحجار لنفسه،
[1] ٠ردّ المحتار٠، كتاب الوقف، مطب في نقل أنقاض المسجد ونحوه، ١٣/٤٤٠، تحت قول ٠الدرّ٠: تفريع على قولهما.
[2] ٠دمشق٠: عاصمة سورية على بَرَدى في طرف بادية الشام ٠٠٠,٦٠٠,١ن مركز تجاري وسياحيّ. صناعات حرفية ومهارات فنية مشهورة منذ القدم، تطعيم خشب ونحاس وحرير ومعطرات، حلويات وتعليب خضر وفواكه مجففة، يقال لها: جنة الأرض؛ لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب، قيل؛ سميت بذلك؛ لأنهم دمشقوا في بنائها أي: أسرعوا.
(٠المنجد٠ في الأعلام، صــ٢٤٥-٢٤٦، وانظر ٠معجم البلدان٠، ٢/٣٠٧-٣١٢).
[3] هو أبو الإخلاص حسن بن عمار بن يوسف الوفائي المصري الشرنبلالي الفقيه الحنفي المدرس بـ٠الأزهر٠، (ت١٠٦٩ﻫ). من تصانيفه: ٠تيسير المقاصد من عقد الفرائد٠ في شرح منظومة ابن وهبان، ٠غنية ذوي الأحكام وبغية درر الحكام شرح غرر الأحكام٠، ٠مراقي الفلاح بإمداد الفتاح شرح نور الإيضاح٠، ٠نور الإيضاح ونجاة الأرواح٠ مقدمة في الفروع. وهذا بيان الرسائل الموعود بذكرها: ٠الأحكام الملخصة في حكم ماء الحمصة٠، ٠إمداد الفتاح شرح نور الإيضاح ونجاة الأرواح٠، ٠الزهر النضير على الحوض المستدير٠، ٠سعادة الماجد بعمارة المساجد٠، ٠نور الإيضاح ونجاة الأرواح٠ مقدمة في الفقه وغيرها.
(٠هدية العارفين٠، ١/٢٩٢-٢٩٣، ٠الأعلام٠، ٢/٢٠٨).