عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

والعجب! أنّ كلّ ذلك كان فيض قريحته، وإبداع ذهنه وابتكار خاطره، لا كبعض المحشين من معاصريه الذين وضعوا بين أيديهم العناية والبناية والنهاية وفتح القدير وغيرها، وكتبوا حاشية لـشرح الوقاية والهداية، وإن كان عملهم أيضاً غير يسير، وله حقّ إعجاب وتقدير، وشكّر كثير من الطلاب والمعلّمين، لكنّ الفرق بينها وبين حواشي الإمام أحمد رضا كما بين الأرض والسماء[1].

وهذه حاشية الإمام أحمد رضا جدّ الممتار على ردّ المحتار تكفي تصديق ما قال تلميذه ملك العلماء: أورد فيها الشيخ العلاّم أبحاثاً رائقة، وتحقيقات رائعة، ونكات غامضة، يأخذ المعضّلات، فيحلّها كأن لم تكن معضّلات، ويأتي المسائل المختلف فيها، فيوفّق بينها كأن لم يبد خلاف، ويرد على مواضع اختلف فيها الترجيح والتصحيح، فيرجح أحدها بنصوص جليّة، ودلائل قويّة كأن لم يكن لغير ذلك حقّ ترجيح وتصحيح، ولم يكن للأذهان أن تذهب إلى غيره.

(١)

فهذه مسألة أفضليّة القرآن وأفضليّة سيّد العالمين عليه الصلاة والسلام قال العلاّمة الشامي[2]: (والمسألة مختلفة[3]، والأحوط الوقف)، فقال الإمام


 



[1] ٠حياة أعلى حضرة٠ لملك العلماء ظفر الدين أحمد الرضوي البهاري، ١/٢٢٤-٢٢٥، بالتعريب والتلخيص.

[2] انظر ٠ردّ المحتار٠، كتاب الطهارة، ما يحظر بالجنابة وما يكره، ١/٥٩٥، تحت قول ٠الدر٠ ومن فيهنّ.

[3] لكن في نسخة ٠دمشق٠، ٠بيروت٠، والباكستان٠: ذات خلاف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568