عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

بتفضيل النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم أراد المصحف بالقرآن، ولا شكّ أنّه مخلوق؛ لأنّه مجموع القرطاس والمداد، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أفضل من كلّ ذلك بلا ريب.

(٢)

وانظروا ردّ الشيخ على دليل العلاّمة صاحب ردّ المحتار، وترجيح قول صاحب البحر برشاقة العبارة ورصانة الحجّة.

وتفصيل المسألة أنّ في أذان غير العاقل كالمجنون والمعتوه والسكران قولين: (١) عدم صحّته ووجوب إعادته، وهو قول صاحب البحر ومصنّف تنوير الأبصار بتبعه وشارح المنية، (٢) صحّة أذان الكلّ سوى صبيّ لا يعقل وندب إعادته، وهو لصاحبي الحاوي والبدائع، فاستظهر العلاّمة الشامي التوفيق بين القولين. وقال[1]: (والذي يظهر لي في التوفيق، هو أنّ المقصود الأصليّ من الأذان في الشرع الإعلام بدخول أوقات الصلاة، ثم صار من شعار الإسلام في كلّ بلدة أو ناحية من البلاد الواسعة على ما مرّ، فمن حيث الإعلام بدخول الوقت، وقبول قوله: لا بدّ من الإسلام والعقل والبلوغ والعدالة، وأمّا من حيث إقامة الشعار النافية للإثم عن أهل البلدة، فيصحّ أذان الكلّ سوى الصبيّ  الذي لا يعقل؛ لأنّ من سمعه لا يعلم أنّه مؤذّن، بل يظنّه يلعب بخلاف الصبيّ العاقل؛ لأنه قريب من الرجال، ولذا عبّر عنه الشارح بالمراهق، وكذا المرأة؛ فإنّ بعض الرجال قد يشبه صوته صوت


 



[1] انظر ٠ردّ المحتار٠، كتاب الصلاة، باب الأذان، ٢/٦١٠-٦١١، تحت قول ٠الدرّ٠: قلت: وكافر وفاسق. ملتقطاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568