عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

بمجرّد الظهور لكن يجب عنده الوصول إلى ما هو ظاهر البدن؛ إذ لا ظهورَ قبل ذلك، فما دام الدم في ما اشتدّ من الأنف سائلاً فيه غير واصل إلى ما لانَ يتحقّق الناقض عند الأئمّة؛ لندب غَسله في الغُسل والوضوء، لا عند الإمام زفر؛ لأنّ ما اشتدّ ليس من ظاهر البدن عند أحدٍ، فلا يتحقّق الظهور، أمّا إذا تجاوز حتىّ وصل إلى الحرف الأوّل ممّا لانَ، فقد تحقّق الناقض على القولَين. أمّا على قول الأئمّة فظاهرٌ، وأمّا على قول زُفر فلظهوره على ظاهر البدن، فيتحقّق الخروج، فقوله: (لوصوله... إلخ: يعني: بالاتفاق) فإنّ مراد زفر بالوصول مجرّد الظهور، وبما يلحقه حكم التطهير ظاهر البدن، ومراد الأئمّة بالوصول السيلانَ، وبما يلحقه التطهير ما شرع تطهيره ولو ندباً، فإذا وصل إلى هنا حصل الوصول بالمعنيَين إلى ما يطهر على القولَين، وهذا تقرير صافٍ وافٍ لا بحثَ فيه ولا غبارَ عليه.

بقي الفحص عن الرواية، أقول: لا نمتري أنَّ صاحب الغاية ثقة إلى الغاية، وقد اعتمد كلامه في العناية[1] وجزم به في الحلبة[2] حتّى حكم باعتماده على صاحب المنية[3] وعلى مَن هو أجلّ وأكبر أعني: الإمام


 



[1] ٠العناية٠، كتاب الطهارات، فصل في نواقض الوضوء، ١/٤٢، (هامش ٠الفتح٠).

[2] ٠الحلبة٠، الطهارة الكبرى، فصل في نواقض الوضوء، ١/٤٦٦.

[3] هو محمد بن محمد بن علي الكاشغري أبو عبد الله، فقيه، مفسر، صوفي، واعظ، لغوي، نحوي. (ت٧٠٥ﻫ) من تصانيفه: ٠مجمع الغرائب ومنبع العجائب٠، ٠تاج السعادة٠، ٠منية المصلي وغنية المبتدي٠، ٠طلبة الطلبة في طريق العلم لمن طلبه٠، و٠مختصر أسد الغابة٠.

 (٠معجم المؤلفين٠، ٣/٦٦١، ٠الأعلام٠، ٧/٣٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568