ما هو اليأس وكيف الخلاص منه؟ | شيخ ايمن


نشرت: يوم الأَحد،28-يوليو-2019

ما هو اليأس وكيف الخلاص منه؟

يقول بعضهم: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس. ويقول أحد الحكماء: عندما تعطيك الحياة سبباً لتيأس، أعطها ألف سبب للاستمرار، لا شيء أقوى من إرادة الإنسان على هذه الأرض.

أسباب اليأس والإحباط:

يعيش الإنسان وتعيش معه آماله وأحلامه، وصاحب الهدف يسعى كل يوم للقيام بعمل لتحقيق الهدف، وتعترضه أحوال تحول بينه وبين إنجاز ما أقدم عليه من الأعمال، يساوره القلق والخوف، ويحاول طرح الحلول لتجاوز العقبات أمام نيل الأهداف، لكن الكثير من الأشخاص يستسلمون إلى اليأس والإحباط بعد الإقدام لمرة أو مرتين، ويفقدون الأمل، ويعتبرون الفشل نهاية الإقدام، وهذا هو اليأس والإحباط الذي يساور غالباً الأفراد من الناس وقد يتسلل إلى الجماعات وأهم أسبابه:

  1. ضعف الإيمان والثقة بالنفس.

  2. الفشل لبعض المرات.

  3. العزلة والانطواء وتراكم المشكلات التي لم يقدر على إيجاد الحلول لها.

  4. المشاكل الاقتصادية والمادية وكثرة البطالة والفراغ.

  5. الضغط النفسي القادم من المجتمع والأسرة وعقبات الحياة.

تعتبر هذه أشهر الأسباب المؤدية لليأس والإحباط، لذلك نشرع فنقول:

النجاح يحتاج محاولات واليأس من علامات الفشل:

ليس من شرط النجاح أن يحالفك من أول محاولة، بل إن سيرة الناجحين كانت عبارة عن محاولات متكررة للقضاء على الفشل وعدم الاستسلام لليأس والإحباط.

اليأس حالة تؤول فترتبط بالكسل، اليأس استغناء عن العمل وخوف يورث الاكتئاب والقلق، وأما الثقة بالنفس والتعب ومحطات التوقّف في الطريق فهي وسائل الوصول إلى شواطئ النجاح وبلوغ الأهداف.

فمثلاً حين جهر النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة وبقي عشر سنوات يحاول عليهم بالإيمان والإسلام، فواجهته قريش بالصد والرد والاعتداء والمحاصرة في الجبال والشعاب، إلى أن وصل الأمر بإخراجه من مكة، فحاول توسيع دعوته خارجها فذهب إلى الطائف لكنه قُوبِل بأشد مما كان من أهل مكة، ولم ييأس ولم يعتبر نفسه فشل، بل رجع إلى مكة بجوار أحد المشركين، وبقي مصرّاً على الاستمرار في تحقيق هدفه بنشر الهداية وأمر الرسالة، فبدأ بعرض نفسه على القبائل في موسم الحج ليأخذ من بعضهم النصرة والتأييد لأمر الدين والنبوة، لكن أكثر القبائل أبتْ مناصرته ودعْمه حتى ذكر أهل السير أنه صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على أكثر من عشرين قبيلة وكل قبيلة تصدّه وتسفّه قوله ودينه، ولم يستسلم الحبيب صلى الله عليه وسلم لليأس، بل إن هذه المحاولات كانت انطلاقة النجاح والقوة، حتى قيل أن قبائل الأنصار من الأوس والخزرج كان ترتيبهم الأخير في عرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم النبوة والإسلام، فكانوا بعد ذلك خير حليف وأصدق نصير ومؤيد، وظهر نجاحه صلى الله عليه وسلم بعد كل هذا الصبر والإصرار على الأخذ بالأسباب، والثقة بالله، والإيمان به، والتسليم له.

أمور تعينك على التخلص من اليأس والقضاء عليه:

وأنت كمؤمن بالله إليك أهم الأمور للتخلّص من اليأس والقضاء عليه:

  1. حسن الظن بالله والثقة بما يعطيه لعبده.

  2. حسن التوكّل على الله مع الأخذ بالأسباب الممكنة.

  3. حسن الثقة بالنفس والتحلّي بالصبر.

  4. اِعلم أن كل ما تقوم به ذا أهمّية كبيرة لك ولمجتمعك ودينك ولا يستحق التخلّي عنه.

  5. اِزرع التفاؤل والأمل في ذاتك وانشره لمن حولك.

  6. حاول دراسة الواقع الذي أنت فيه وتحديد موقعك بالنسبة له؛ وحسب موقعك وبيئتك هذه كوّن مشاريعك وحدد أهدافك ورتب خطّة لذلك وباعد بينها وبين خطوات الإحباط.

  7. استفد من كل من حولك لبلوغ هدفك ولا تبخل بإفادتهم، وإياك أن تجعل أحداً في صفّ خصومك.

  8. حاول أن تتخلص من المشاكل التي تعيقك في طريقك ومنها ما يتعلق بالأفكار أو الأشخاص التي تعزّز اليأس.

  9. حياتك لا تنتهي بفشل أحد مشاريعك أو عدم تحقق هدفك كما خطّطت له.

  10. اِبتعد عن الضغط النفسي والتوتر العصبي واتخذ إخواناً لك تستشيرهم وتفضفض لهم بعض ما يعترضك في حياتك.

  11. كن متشبّثاً برحمة الله ولا تستسلم لليأس والإحباط أبداً:

    أخيراً أخي الحبيب: اِعلمْ أنّ الأمل والتفاؤل جعل سيدنا يعقوب عليه السلام يقول آملاً بالله:

    فَصَبۡرٞ جَمِيلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَنِي بِهِمۡ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ. [يوسف: ٨٣]

    فتحملّ يعقوب عليه السلام مأساة الفراق وبقي متشبّثاً برحمة الله تعالى واثقاً بمستقبل الفرج وبريق الأمل ولم ييأس أو يستسلم ليأس أو إحباط أو قنوط حتى قال لأبنائه:

    " يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡ‍َٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡ‍َٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ. [يوسف: ٨٧]

    ومن هذا الحال والثبات نستمد الثقة بالنفس وحسن الظن بالله ونتعلّم الثبات وننبذ اليأس ونحْيِ التفاؤل والأمل ونسير في طريق الأهداف ونعيش حالة النجاح أو الاطمئنان بواقع الحال بعد مسيرة التخطيط والأعمال.

تعليقات



رمز الحماية