أثر الغياب على التحصيل الدراسي للطلاب | الشيخ طارق المحمد


نشرت: يوم الثلاثاء،10-ديسمبر-2019

أثر الغياب على التحصيل الدراسي للطلاب

تتكوّن العملية التعليمية في المدارس في عصرنا الحاضر من عدة عناصر أساسية، بوجودها متكاملة يظهر أثر النجاح، ألا وهي:

1) المدرسة
2) الْمُتعلِّم (الطالب)
3) المعلّم
4) الوالدين
5) الوسائل التعليمية مع المهارات والمقرَّرات المدرسية وتشمل ما يسمى: (بالمحتوى التعليمي)

وإن تخلّف أحد هذه العناصر عن المهمة التي أُنِيطَتْ به يعتبر بوابة لآثارٍ سلبية تؤدي للفشل والسقوط، ولذلك كان لا بد من التركيز على أهم هذه العناصر في التعليم، فإنهدف العملية التعليمية في المدرسة هو الطالب ولأجله وُجد المعلم والمقعد الدراسي ولأجله يبذل الجميع جهودهم.

يتوقف نجاح المتعلم (الطالب) على مدى اهتمامه وحماسه للتعلُّم، وهذا الاهتمام يؤدي به إلى الالتزام بقوانين المدرسة وتقديره لجهودها، ولكن لَمّا كان الطالب في مرحلة التلقي والأخذ قد يعتبر نفسه بحكْم صغره أو بحكم ممارسة السلطوية عليه من قبل المدرسة أو المعلم أو حتى الأبوين، فيظنُّ نفسه مقيّداً ومحكوماً غير حرٍّ في حياته، فيريد من خلال هذا الشعور أن يتحرّر من القيود التي تفرض عليه في عملية التعليم، فيحصل عنده التمرّد على مدرسته ومعلميه وأبويه، ويؤدي به هذا الشعور إلى الملل أولاً من المدرسة، ثم الكسل والتكاسل؛ فيقلّ اهتمامه بالتعلُّم، ويحاول أن يتهرّب من هذا الواقع الذي فُرض عليه إذا لم يتمّ توعيتُه والتوضيح له والصبر عليه، فتنشأ مشكلة الغياب عن المدرسة بسبب الضغوط النفسية على الطالب، ويصبح الأبوان في حيرة في أمر ولدهما، ويبحثون عن الدوافع والدواعي لهذا الغياب وعدم حب المدرسة.

أسباب الغياب عن المدرسة:

من هنا يمكن أن نقول إن دوافع الغياب عن المدرسة ليس راجعاً إلى ما ذكرناه فقط، ولكن يُعتَبر من أهم الأسباب لغياب الطالب عن مدرسته الأمور التالية:

1. عدم حب الطالب للمدرسة بسبب العامل النفسي الذي يشعر فيه الطالب بالقيود والتحكّم وعدم الحرية من خلال ممارسة التسلّط المدرسي أو الأبوي عليه، أو القيود التي في غير محلّها أو لا يستوعبها الطالب وقد يكون الغياب بسبب أمور أخرى، منها:
2. صحية مرضية.
3. أو بسبب الفقر.
4. أو بسبب الخوف والقلق من المعلم أو بعض الرِّفاق.
5. بسبب الصحبة السيئة لبعض الطلاب وهذا سبب وارد بكثرة.
6. أو يكون الغياب بسبب الخمول والتكاسل.
7. أو بسبب الغربة والتنقّل بين المدارس فيضعف اندماجه مع رفاقه.
8. أو ضعف الاهتمام من الأم أو الأب أو هما معاً

وقد يكون بسبب أمور أخرى أيضاً تعود لوضع البيئة التي يعيش فيها الطالب، فعلى الأبوين معرفة الأسباب ثم علاجها بطريقة تربوية حكيمة تجمعها أمور أساسية هي المحبة والرفق مع التشجيع والتعزيز لنفسية الطالب، وفتح آفاق المستقبل أمام عينيه، والتوضيح له بأهمية التعلّم، وعدم التغيّب عن المدرسة، وحضور الدروس اليومية.

أثر الغياب على التحصيل الدراسي:

قلنا قبل قليل أن هدف العملية التعليمية هي الطالب وإنَّ تخلف الطالب عن مدرسته وعن دروسه يؤدي به إلى الفشل والسقوط، وذلك لأن الغياب:
1) يضْعف الرابطة بين المدرسة والكتاب والمعلّم.
2) يقلِّل الحماس للتعلّم وحب العلم؛ فيقلُّ التركيز الذهني للطالب.
3) يفوت الطالب الكثير من الدروس والشروح من المعلم؛ فتقلّ كفاءة الطالب فيصابُ باليأس.
4) يعرّض الطالب نفسه بكثرة الغياب (الإضطراري أو غيره) للنقد اللاذع من المعلم وربما من الأصدقاء فينعكس على نفسيته سلباً؛ فيقلّ حبه للمدرسة.
5) إذا كان الطالب لديه أصلاً رغبة في التعلّم أو كان أهله يحرصون على تعليمه فسيحتاج لدروس خصوصية وسيكلف أهله أعباء هذه الدروس ومصاريفها.
6) بكثرة الغياب يبحث الطالب أثناء غيابه عن رفقاء جدد خارج المدرسة ليتمكن من متابعة حياته كما يرغب.
7) تصبح فرصة الرسوب للطالب أكثر احتمالاً.
8) ينخفض المستوى العلمي للفرد وللمجتمع وتنتشر الأُمّية.
9) تقلّ الجدّية وحب العمل غالباً عند الأشخاص الذين يتمرّدون على النظام المدرسي.
10) يجعل الطالب متفلّتاً من وظيفته وعمله حتى في المستقبل البعيد لأنه فقد إحساسه بأهمية الالتزام.

لهذه الآثار وسلبياتها كان لا بد من البحث عن الحلول لكي يتم تحبيب الطالب بالتعليم وبالمدرسة.

وللتخلّص من الغياب والحرص على الطالب نهتم بـــ:

1. توعية أولياء الأمور وتحذيرهم من مخاطر الغياب وتقوية العلاقة بينهم وبين المدرسة.
2. البحث عن معرفة أسباب الغياب عند الطالب لحلّها.
3. متابعة الآباء للأبناء بشكل دوري والسؤال عنه دائماً في المدرسة وللمعلمين ولو بالاتصال الهاتفي فاهتمام الآباء يقوّي اهتمام الأبناء بالمدرسة ويرفع من مستواهم.
4. تنويع الأساليب التعليمية في المدرسة واستخدام وسائل جديدة في التعليم.
5. القيام برحلات ترفيهية للطالب وتقديم هدايا تشجيعية وتعزيز الإيجابيات على الملأ في الاجتماعات.
6. تقديم أسلوب المحبة والشفقة في عملية التعليم لتقوية الرابطة بين المعلم والتلميذ.
7. تحذير الطلاب من آثار الغياب المتكرر بغير عذر، وأنه سيؤثر على مستواهم ودرجاتهم.
8. تشجيع الطالب على اغتنام الوقت والنوم باكراً للاستيقاظ مبكّراً وإشعاره بالاهتمام بأهمية الالتزام بالدوام المدرسي حسب الموعد المحدّد.
9. أهم شيء في ذلك تحبيب الطالب بالمدرسة والكتاب والمعلّم بالترغيب والتشجيع وتوفير وسائل الفرح والمرح في المدرسة بعيداً عن الشدّة والغلظة والإكراه بجميع صوره.

هذه أهم الحلول للمشكلات المطروحة فعلى الآباء الانتباه لها في توجيه الأبناء، وقبل كل شيء هو الاعتماد على الله في تربية الأبناء والأخذ بالأسباب اللازمة لذلك، والله هو الموفق.

تعليقات



رمز الحماية