عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

والخاتمة: في سائر أحكام الاسم ولواحقه غير الإعراب والبناء وفيها فصول. فصل: اعلم أنّ الاسم على قسمين: معرِفة([1])ونكِرة، الْمعرِفة اسم وضع لشيء معيّن،([2])وهي ستّة أقسام: الْمضمرات والأعلام والمبهمات([3])أعني: أسماء الإشارات والموصولات، والمعرّف باللام،([4])



اَلْيَوْمَ أَعْلَمُ مَا يَجِيْءُ بِهِ

وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ

فـ½أَمْسِ¼ فِي البيت فاعل بـ½مَضَى¼ وهو مكسوركما ترى، وافترقت بنو تَميم فرقتين فمنهم من أعربه بالضمّة رفعاً وبالفتحة نصباً وجرًّا كإعراب غير المنصرف، فقال: ½مضى أمسُ¼ بالضمّ، و½اعتكف أمسَ¼ و½ما رأيته مذ أمسَ¼ بالفتح، ومنهم من أعربه بالضمّة رفعاً وبناه على الكسر نصباً وجرًّا، وإذا أضيف أو دخله اللام أو كان نكرة كان معرباً بالاتّفاق، يقال: ½مضى أمسُنا¼ و½اعتكفنا الأمسَ¼ و½ما رأينا مذ الأمسِ¼ و½كلّ غدٍ صائرٌ أمساً¼. "شق" وغيره.

([1]) قوله: [معرفة]مصدر معناه: ½شناختن¼ لكنّ هذا معنى لغويّ، وأمّا فِي الاصطلاح فيطلق على ما فيه التعريف أي: مصدر مبنِيّ للمفعول أي: المعرفة بمعنى المعرَّف."مق"وغيره.

([2]) قوله: [لشئ معيّن] المراد بشئ معيّن أعمّ من أن يكون فرداً معيّناً كـ½زيد¼ و½الرجل¼، أو جنساً معيّناً كـ½أسامة¼ علماً لجنس الأسد، أو جماعة معيّنة من كلّ أفراد جنس أو من بعضها كالمعرّف بلام الاستغراق والجمع المعهود. "ي".

([3]) قوله: [المبهمات] أي: أسماء الإشارة والموصولات نحو: ½هذا¼ و½الذي¼، وإنّما سُمّيت هذه الأسماء مبهمات؛ لأنّ اسم الإشارة من غير إشارة حسّية إلَى المشار إليه مبهم عند المخاطَب؛ لأنّ بحضرة المتكلّم أشياء يحتمل أن تكون مشاراً إليها، وكذا اسم الموصول من غير الصلة مبهم عند المخاطب. "سن" وغيره.

([4]) قوله: [المعرف باللام] سواء كانت اللام للعهد الخارجي كقوله تعالى: ﴿أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾[المزّمِّل: ١٥-16]، وكقولك: ½ادخل السوق¼ إذا كانت معهودة بينك وبين مخاطبك، أو للجنس نحو: ½أهلك الناس الدينار والدرهم¼، أو للاستغراق نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾[العصر: ٢-3]، وأمّا اللام الزائدة فهي لتحسين اللفظ وتزيينه وليست للتعريف كاللام فِي ½اللئيم¼ فِي قولِهم: ½ولقد أمرّ على اللئيم يسبّنِي¼ لأنه قال بعضهم: إنّ اللام فيه زائدة ولِهذا جعل جملة ½يسبّني¼ صفة له، وإنّما لم يتعرّض المص للمعرّف بالميم كما فِي قوله عليه الصلاة والسلام: ½ليس من امبرّ امصيام فِي امسفر¼ "شف". لأنّ الميم مبدلة من اللام؛ إذ أصله: ½ليس من البرّ الصيام فِي السفر¼ فلا يعدّ ما دخلت عليه هي قسماً آخر من المعارف. "و" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279