عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

الْمنفيّ، نحو: ½لا أضربه عوض¼، واعلم أنه إذا أضيف([1])الظروف إلى الْجملة أو إلى ½إذ¼ جاز بناؤها على الفتح كقوله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ[المائدة: 119] وكـ½يومئذ¼([2])و½حينئذ¼، وكذلك([3]) ½مثل¼ و½غير¼ مع ½ما¼ و½أنْ¼ و½أنّ¼ تقول: ½ضربته مثلَ ما ضرب زيد وغيرَ أنْ ضرب زيد¼، ومنها:([4])½أمسِ¼ بالكسر عند أهل الْحجاز.

 



([1]) قوله: [إذا أضيف الظروف] أي: الظروف المعربة لا الظروف المبنيّة المذكورة؛ لأنها إذا أضيفت إلَى الجملة يجب بناءها كما فِي ½إِذَا¼ و½حَيْثُ¼، وإنّما جاز بناء الظروف المعربة المضافة إلَى الجملة؛ لأنها اكتسبت البناء من المضاف إليه وهو الجملة، فإنّها مبنيّة الأصل عند صاحب "ص"، وفِي قوله: ½جاز بناؤها¼ إشارة إلَى أنّ إعرابَها أيضاً جائز لكونِها أسماء مستحقّة للإعراب، وكسب البناء من المضاف إليه ليس بواجب، الحاصل أنّ الظروف الّتِي تكون مضافة إلَى الجملة جوازاً كـ½يوم¼ و½ليلة¼ و½حين¼ و½وقت¼ و½زمان¼ جاز بناؤها، والظروف الّتِي تكون مضافة إلَى الجملة وجوباً مثل: ½إِذْ¼ و½إِذَا¼ و½حَيْثُ¼ وجب بناؤها كما عرفت. "غ".

([2]) قوله: [كـ½يومئذ¼] معناه: ½يوم إذا كان كذا¼ فإنّ ½يوم¼ مضاف إلَى ½إذا¼ المضافةِ إلَى الجملة فجاز بناؤه على الفتحة، وكذا ½حينئذ¼ معناه: ½حين إذا كان كذا¼.

([3]) قوله: [وكذلك] أي: كما أنّ الظروف المذكورة جاز بناؤها على الفتح مع جواز إعرابِها كذلك كلمة ½مثل¼ و½غير¼ مقرونة مع ½ما¼ و½أنّ¼ المفتوحة المثقّلة والمخفّفة فِي جواز بناءهما على الفتح، أي: يجوز بناؤهما حال كونِهما مضافتين إلَى أحدهما، وإنّما جاز بناؤهما لإضافتهما إلَى الجملة صورة لشبههما بالظرف فِي الإبهام وفِي الاحتياج إلَى المضاف إليه لرفع الإبهام.

([4]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنية ½أَمْسِ¼، واعلم أنّ فِي ½أَمْسِ¼ خلافهم، فإذا أردت به اليوم الّذي قبل يومك فأهل الحجاز يبنونه على الكسر فيقولون: ½مضى أَمْسِ¼ و½اعتكفتُ أَمْسِ¼ و½ما رأيتُه مذ أَمْسِ¼ بالكسر فِي الأحوال الثلاث، قال الشاعر: ع




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279