عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

قولِهم: ½ما رأيت([1])رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد¼ فإنّ الكحل فاعل لـ½أحسن¼، وههنا([2])بحث.


 



([1]) قوله: [ما رأيت... إلخ] كلمة ½مَا¼ نافية، وقوله: ½رجلاً¼ مفعول ½ما رأيت¼، وقوله: ½أحسن¼ منصوب على أنه صفة سببيّة لـ½رجلاً¼ فِي اللفظ، وفِي المعنى صفة لمتعلّقه وهو الكحل، وهو مسبّب مشترك بين عين الرجل وبين عين زيد، مفضّل باعتبار عين الرجل ومفضّل عليه باعتبار عين زيد، وقوله: ½فِي عينه¼ وقوله: ½فِي عين زيد¼ ظرفان أو حالان، وإنّما اشترط كونه منفيًّا ليصير بمعنى أصل الفعل؛ لأن النفي إذا دخل على المقيّد يكون المتبادر رجوع ذلك النفي إلَى القيد، فالمقيّد حينئذ باق على حاله ويزول عنه بالنفي الزيادةُ، فيكون معنى قولهم: ½ما رأيت... إلخ¼ هو نفي حسن الزيادة من الرجل، ويكون النفي راجعاً إلَى الزيادة فأصل الحسن باق، فهو مثل قولنا: ½ما رأيت رجلاً عالماً¼ فإنّه يرجع النفي إلَى العلم لا إلَى الرجل نفسه فإنه موجود لا محالة، فصار أحسن فِي المثال بمعنى ½حسن¼ أي: بمعنى فعل، فيعمل عمله مثله ظاهراً كان المعمول أو مضمراً. "ي".

([2]) قوله: [ههنا] أي: فِي مسئلة الاستشهاد، والبحث فِي الأصل عبارة عن الجدل وهو تعارض المتنازعين فِي الكلام لظهور الحقّ أو تغلب الظنّ، والمقصود منه فِي مثل هذا المقام ما يتضمّن شيئاً من الكلام، ثمّ البحث المتروك مجملاً ههنا ما بين في بعض كتب النحو سيّما فِي "كا"، وهو أنه يجوز فِي هذه المسئلة أن يقال بعبارة أخرى أخصر من الأولى مع كون معناهما واحداً وهي: ½ما رأيت رجلاً أحسن فِي عينه الكحل من عين زيد¼ فاختصاره بحذف المضاف من مجرور ½من¼ وهو العين؛ إذ التقدير: ½من كحل عين زيد¼؛ لأنّ المقصود من هذا الكلام تفضيل الكحل على الكحل لا تفضيل الكحل على العين، وأيضاً يجوز أن يقال فيها بعبارة ثالثة وهي: ½ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل¼ أي: بتقديم ذكر العين على ½أحسن¼ التفضيل من غير ذكر ½مِنْ¼ معها. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279