عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

مفرداً مذكّراً أبداً نحو: ½زيد وهند والزيدان والهندان والزيدون والهندات أفضل من عمرو¼، وعلى الأوجه الثلثة([1])يضمر فيه الفاعل وهو([2])يعمل في ذلك المضمر ولا يعمل([3])في المظهر أصلاً إلاّ([4])في مثل



([1]) قوله: [على الأوجه الثلثة] أي: المذكورة الّتي يجب استعمال اسم التفضيل بأحدها.

([2]) قوله: [وهو] أي: اسم التفضيل يعمل فِي ذلك المضمر الّذي هو فاعل بلا شرط مع كونه ضعيفاً؛ لأنّ العمل فِي المضمر أيضاً ضعيف لا يظهر أثره فلا يحتاج إلَى قوّة العامل، وأمّا الظرف والحال والتمييز فيعمل فيها أيضاً بلا شرط؛ لأنّ الظرف والحال يكفيهما رائحة من الفعل نحو: ½زيد أحسن منك اليوم راكباً¼، والتمييز ينصبه ما يخلو عن معنى الفعل أيضاً نحو: ½رطل زيتاً¼ فنصبه بما فيه معنى الفعل أولى، وأمّا المفعول معه والمفعول له فيعمل فيهما أيضاً؛ لأنّ العامل الضعيف يقوي على العمل بواسطة حرف الجرّ لفظاً كما فِي المفعول معه أو تقديراً كما فِي المفعول له. "سن".

([3]) قوله: [ولا يعمل] أي: اسم التفضيل فِي الاسم المظهر أصلاً فاعلاً كان الاسم الظاهر أو مفعولاً به، الحاصل أنّ اسم التفضيل لا يعمل فِي المفعول مضمراً كان المفعول أو مظهراً إذا لم يكن بواسطة حرف الجرّ، ولا يعمل فِي الفاعل أيضاً إذا كان مظهراً إلاّ بشرائط أشار إليها المص فِي المتن؛ لأنّ العمل فِي المظهر قويّ فاحتاج إلَى الشرط، وإنّما لا يعمل اسم التفضيل فِي المظهر غير ما استُثني فِي المتن؛ لأنّ الصفات إنّما تعمل بمشابهة الفعل كاسمي الفاعل والمفعول أو بمشابهة ما يشابه الفعل كالصفة المشبّهة؛ فإنّها تعمل بمشابهة اسم الفاعل المشابه الفعلَ، واسم التفضيل يخالف الفعل من حيث إنّه يدلّ على الزيادة وهو التفضيل والفعل لا يدلّ عليها، وكذا يخالف اسمَ الفاعل من حيث إنّه لا يثنّى ولا يجمع فيما هو أصل استعمالاته وهو استعماله بـ½مِنْ¼، فلأجل هذه المخالفة لا يعمل فِي المفعول بلا واسطة ولا فِي الفاعل مظهراً؛ لأنهما من معمولات قويّة. "ي".

([4]) قوله: [إلاّ فِي مثل... إلخ] استثناء من قوله: ½ولا يعمل فِي المظهر¼ أي: اسم التفضيل لا يعمل فِي الاسم الظاهر إلاّ فِي مثل قولهم... إلخ، وفِي استثناء مثل قولهم إشارة إلَى الشرائط الّتي يعمل بها اسم التفضيل في الاسم الظاهر، وهي أن يكون اسم التفضيل جارياً على شيء بأن يكون في اللفظ صفة له وهو أعنِي: اسم التفضيل فِي المعنى صفة لمتعلّق ذلك الشيء، ومتعلّق ذلك الشيء مفضّل باعتبار ذلك الشيء ومفضّل عليه باعتبار غير ذلك الشيء حال كون اسم التفضيل منفيًّا كما في قولهم: ½ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد¼ فـ½أحسن¼ جارٍ على شيء وهو ½رجلاً¼ حيث وقع في اللفظ صفة له وهو أي: ½أحسن¼ في المعنى صفة لمتعلّق ذلك الشيء وهو ½الكحل¼ وهو مفضّل باعتبار ذلك الشيء حيث نفِي كونه مفضّلاً باعتبار رجل مّا، ومفضّل عليه باعتبار غيره أي: باعتبار عين زيد، حيث نفِي كون الكحل مفضّلاً عليه في عينه حال كون اسم التفضيل منفيًّا، فالمقصود من هذا الكلام مدح الكحل في عين زيد بنفي تفضيله في عين رجل مّا عليه. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279