عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أمراً كقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾[آل عمران: 31]، وإمّا نَهياً كقوله تعالى: ﴿إِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾[الممتحنة: 10]، وقد يقع ½إذا¼([1])مع الجملة الإسميّة موضع الفاء كقوله تعالى: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾[الروم: 36]، وإنّما تقدّر([2])½إن¼ بعد الأفعال الْخمسة الّتِي هي



([1]) قوله: [قد يقع ½إذا¼] أي: إذا الّتي للمفاجاة مع الجملة الاسميّة الّتي وقعت جزاء موضع الفاء كقوله تعالى: ﴿َإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾[الروم : 36] أي: فهم يقنطون، وإنّما أقيمت ½إِذَا¼ الفجائيّة مقام الفاء في الجملة الاسميّة؛ لأنّها تدلّ على التعقيب كالفاء؛ لأنّ المفاجاة يبتني على حدوث أمر عادة فأشبه الجزاء ولهذا قارنتها أيضاً الفاء غالباً نحو: ½خرجت فإذا السبع واقف¼، وإنّما قال المص: ½مع الجملة الاسميّة¼؛ لأنّ ½إِذَا¼ الفجائيّة لا تدخل إلاّ على الجملة الاسميّة فلا تقع موضع الفاء في غيرها، وإنّما جاء المص بكلمة ½قد¼ المفيدة للتقليل إشارة إلى أنّ وقوع الفاء أكثر من وقوع ½إِذَا¼، وفي قوله: ½موضع الفاء¼ إشعار بأنّ ½إِذَا¼ الفجائيّة والفاء لا يجتمعان مع الجملة الاسميّة الواقعة جزاء ولهذا لم يقل: ½وقد يكتفي بـ½إذا¼ الفجائية مع الجملة الاسميّة¼ مع أنه أخصر. "غ" وغيره.

([2]) قوله: [وإنّما تقدّر] لمّا فرغ عن ذكر معاني الجوازم أراد أن يذكر الموضع الّتي تقدّر فيها ½إِنْ¼ الشرطيّة الّتي ينجزم بها المضارع، فقال: وإنّما تقدّر ½إِنْ¼ بعد الأفعال الخمسة، الأوّل: الأمر تحقيقاً كان نحو: ½تعلّم تنج¼ أي: إن تتعلّم تنج، أو قوّة نحو: ½حسبك يتمّ الناس¼ فإنّ ½حسبك¼ ينـزل منـزلة ½أكتف¼ كأنه قال: ½أكتف يتم الناس¼، والثاني: النهي نحو: ½لا تكذب يكن خيراً لك¼ أي: إن لا تكذب يكن خيراً لك، وفي النهي يقدّر ½إِنْ¼ في بعض المواضع أي: فيما إذا كان السبب ترك الفعل كما في المثال المذكور، بخلاف نحو: ½لا تدن من الأسد يأكلك¼ فإنّه لا يجوز؛ لأنّ التقدير: ½إن لا تدن من الأسد يأكلك¼ ولا خفاء في فساد المعنى؛ لأنّ سبب الأكل الدنوّ لا ترك الدنوّ، والثالث: الاستفهام نحو: ½هل تزورنا نكرمك¼ أي: ½إن تزرنا نكرمك¼، و½هل عندكم ماء أشربه¼ أي: ½إن يكن عندكم ماء أشربه¼، والرابع التمنّي نحو: ½ليتك عندي أخدمك¼ أي: إن تكن عندي أخدمك، و½ليت لي مالاً أنفقه¼ أي: ½إن يكن لي مال أنفقه¼، والخامس: العرض نحو: ½ألا تنـزل بنا تصب خيراً¼ أي: إن تنـزل بنا تصب خيراً، وإنّما قدّر الشرط مثبتاً في العرض مع أنه منفيّ والنفي لا يدلّ على الإثبات؛ لأنّ كلمة العرض وهي همزة الاستفهام دخلت على حرف النفي ونفي النفي يفيد الإثبات "رض" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279