عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

يُبنى([1])منه أفعل التفضيل، ويتوصّل([2])في الممتنع بِمثل ½ما أشدّ استخراجاً¼ في الأوّل، و½أشدد باستخراجه¼ في الثانِي كما عرفت في اسم التفضيل، ولا يجوز التصرّف فيهما([3])بتقديم ولا تأخير ولا فصل([4])، والْمازنِي أجاز الفصل([5])بالظرف نحو: ½ما أحسن اليوم زيداً¼.

 



([1]) قوله: [إلاّ ممّا يبنى... إلخ] وإنّما لا يبنى فعل التعجّب إلاّ من شئ يصحّ بناء ½أفعل¼ التفضيل منه لمشابهته له من حيث إنّ كلاًّ منهما للتأكيد والمبالغة، فلا يبنى فعل التعجّب إلاّ من الثلاثيّ المجرّد القابل للتفاوت ليس بلون ولا عيب، وإنّما قلنا: ½القابل للتفاوت¼ احترازاً عن ½مات زيد¼ حيث لا يقال فيه: ½ما أموت زيد¼؛ لأنّ الموت لا يقبل الزيادة والنقصان فلا يكون موت شخص أزيد من موت آخر أو أنقص منه، والأكثر أن يتعجّب من الفاعل لا من المفعول كما في ½أفعل¼ التفضيل، وقلّ ½ما أشهره¼ و½ما أشغله¼، وشذّ ½ما أعطاه¼ وجوّزه سيبويه قياساً. "غ".

([2]) قوله: [يتوصّل... إلخ] أي: يتوصّل في الفعل الّذي امتنع بناء فعل التعجّب منه أي: الرباعيّ أو الثلاثيّ المزيد فيه أو الثلاثيّ المجرّد ممّا فيه لون أو عيب ظاهريّ بمثل ½ما أشدّ استخراجاً¼ و½أشدد باستخراجه¼ أي: يبنى أوّلاً فعل التعجّب من فعل لا يمتنع بناءه منه ويوقع بعد ذلك مصدر فعل امتنع بناءه منه منصوباً على سبيل المفعول في الأوّل، ومجروراً بالباء في الثاني نحو: ½ما أحسن استغفاراً¼ و½أحسن باستغفاره¼، و½ما أقبح دحرجة¼ و½أقبح بدحرجته¼ ونحو ذلك. "غ".

([3]) قوله: [لا يجوز التصرّف فيهما] أي: في فعلي التعجّب بتقديم وتأخير فلا يقال: ½ما زيد أحسن¼ ولا ½بزيد أحسن¼ بتقديم المفعول والمجرور وتأخير الفعل عنهما.

([4]) قوله: [ولا فصل] أي: ولا يجوز التصرّف فيهما بإيقاع الفصل بين فعل ومعموله، وبين ½مَا¼ والفعل فلا يقال: ½ما أحسن اليوم زيداً¼ ولا ½ما زيداً أحسن¼؛ لأنّهما بعد النقل إلى التعجّب جريا مجرى الأمثال فلا يتغيّران كما أنّ الأمثال لا تغيّر. "غ".

([5]) قوله: [أجاز الفصل... إلخ] لِما سمع من العرب قولهم: ½ما أحسن بالرجل أن يصدق¼، وأجاز

الأكثرون الفصل بكلمة ½كان¼ نحو: ½ما كان أحسن زيداً¼ ولا يقاس عليه لفظ ½يكون¼ خلافاً لابن كيسان، وشذّ الفصل بـ½أصبح¼ و½أمسى¼ نحو: ½ما أصبح أبردها¼ -الضمير للغداوة-و½ما أمسى إدفائها¼-الضمير للعشية-وهو مقصور على السماع، ثمّ المراد بالظرف الظرف المتعلّق بصيغتي التعجّب بخلاف الفصل بالظرف الّذي لا يكون متعلّقاً بهما فإنّه لا يجوز به الفصل بالاتّفاق فلا يقال: ½لقيته فما أحسن أمس زيداً¼؛ لأنّ ½أمس¼ متعلّق بـ½لقيته¼ لا بـ½أحسن¼. "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279