عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

الفعل([1])وشبهه أو معنى الفعل([2])إلى ما تليه نحو: ½مررت بزيد¼ و½أنا مارّ بزيد¼ و½هذا في الدار أبوك¼ أي: أشير إليه فيها، وهي تسعة عشر حرفاً: ½من¼([3])وهي لابتداء الغاية، وعلامته أن يصحّ في مقابلته الانتهاء كما تقول: ½سرت من البصرة إلى الكوفة¼، وللتبيين([4])وعلامته أن يصحّ وضع



([1]) قوله: [لإفضاء الفعل] الإفضاء هو الوصول أي: ليصل الفعل أوشبهه أو معناه إلى ما تليه، ولو قال: ½للإفضاء بالفعل¼ مكان قوله: ½لإفضاء الفعل¼ لكان أولى ليكون بمعنى الإيصال. "ي".

([2]) قوله: [معنى الفعل] أي: كلّ شئ استنبط منه معنى الفعل ولم يكن من تركيبه كالظروف والجارّ والمجرور والنداء والتنبيه واسم الإشارة واسم الفعل والتمنّي والترجّي والتشبيه ونحو ذلك ممّا يدلّ على معنى الفعل، والأوّل من الأمثلة الثلثة في المتن لإفضاء الفعل والثاني منها لإفضاء شبه الفعل والثالث لإفضاء معنى الفعل. "ي".

([3]) قوله: [½مِنْ¼] أي: أوّلها ½من¼، قدّمها على سائر حروف الجرّ؛ لأنّها للابتداء فهي الأولى بالابتداء، وهي موضوعة لابتداء الغاية أي: النهاية، فلا تستعمل في ابتداء لا نهاية له، ثمّ هذا الابتداء إمّا من المكان نحو: ½سرت من البصرة إلى الكوفة¼ أو من الزمان نحو: ½صمت من يوم الجمعة إلى يوم الخميس¼ وهذا مذهب الكوفيين وقال ابن مالك: هو الصحيح، وقال البصريون: إنّها للابتداء في غير الزمان، وقد تجئ لمجرّد الابتداء من غير قصد إلى انتهاء مخصوص مع صحّة أن يكون في مقابلتها الانتهاء كما تقول: ½أعوذ بالله من الشيطن الرجيم¼ فإنّ معنى ½أعوذ بالله¼: ½التجئ إليه¼. "ي".

([4]) قوله: [وللتبيين] عطف على قوله: ½للابتداء¼ أي: وتجئ ½مِنْ¼ للتبيين أيضاً سواء كان موضوعاً له

كما هو مذهب الجمهور، أو كان راجعاً إلى معنى الابتداء كما ذهب إليه الزمخشري، والتبيين إظهار المقصود من أمر مبهم، وعلامته أن يصحّ وضع الموصول في موضعه نحو: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾[الحج:٣٠] فإنّه يصحّ أن يقال: فاجتنبوا الرجس الذي هو الوثن. "تك" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279